كتبت يوم أمس عن بنك الدم والمستشفيات الخاصة.. وقد عددت بعض الأسباب التي استند عليها بنك الدم في منع المستشفيات الخاصة من إنشاء بنوك دم واللجؤ للبنك المركزي في حالة أي حاجة للدم.. ولا أظن أن في ذلك مشكلة.. فالدم مادة حساسة سريعة التلوث ينبغي التعامل معها بطريقة معينة.. لا تحتمل المزايدات ولا عدم الاكتراث.. فالقطاع الخاص قطاع جديد على السودان.. ورغم أنه يتملس الخطى نحو الأفضل.. إلا أن الرغبة في الربح الفاحش لدى بعض أصحاب تلك المستوصفات يجعل المريض عرضة لمخاطر كثيرة ولأمراض قد تودي بحياته في المستقبل القريب أو حتى البعيد.. فكم مرة قرأنا عن تجاوزات. وليست هناك أي ثغرة أو مشكلة تجعل الدم ملوثاً.. فبنك الدم يملك أجهزة حديثة وكوادر مؤهلة تشعر الإنسان بالأمان «فزمن الفوضى انتهى». وقد ذكرت أن نقل الدم هو ناقل أساسي لمرضى الإيدز، لكننا نحمد الله أن الضوابط والأجهزة التي امتلكها بنك الدم المركزي وفروعه في المستشفيات (الحكومية) التابعة له، حسمت الأمر تماماً وأصبح الدم ينقل بكل سهولة وأمان وبالمجان، وإجراءاته سهلة وبسيطة.. ولا أظن سادتي أن هناك مشكلة كبيرة تجعل المستشفيات الخاصة التي كان بعضها يبيع الدم، (تمتعض) لمثل هذه الإجراءات، فهي قد أصدرت نتيجة لحوادث كثيرة راح ضحيتها مرضى كانوا يأملون في الشفاء، ولا أظن أن مثل هذه القرارات تصدر لأسباب غير منطقية.. ولن تلغى لأسباب غير منطقية.. فلا مشكلة في حصول المستشفيات الخاصة للدم من البنك المركزي.. ولا عقبات ولا مقابل.. كل ما في الأمر أن البنك يريد أن يصل الدم سليماً للمريض «فيها حاجة دي؟».. تحدت بعض المستوصفات الخاصة وهددت بالإيقاف ولا نسمع بعد ذلك «حس ولا خبر» عن ذلك.. فإذا كانت هناك بعض الأمراض يمكن تلافيها فلا أظن أن الأمراض التي سببها نقل الدم غير السليم أو المنقول بطريقة غير سليمة.. يمكن تلافيها «وسيكون» المريض أحد ضحاياها.. وهذا بالطبع ما لا نقبله. وعندما كنت مريضة في الفترة الماضية واحتجت لنقل الدم أولاً وقبل مواصلة الكتابة أقول إنني لم أجد صعوبة في الحصول عليه إلا أول زجاجة، وذلك يرجع لصعوبة الحصول على الزجاجة المطابقة لفصيلتي. نعود للقصة.. اتصلت بي إحدى قريباتي من السعودية وسألتني سؤالاً توقفت عنده كثيراً.. قالت: «يا آمنة إنتي الدم البتاخدي فيهو دا مضمون ولا تقومي تشيلي ليك مرض أخطر من العندك دا؟».. سكت برهة وقلت لها: «إنتي متأكدة من إن الدم الذي آخذه دم سليم وليست فيه أي مشكلة»، فقد شاهدت بعيني المراحل التي يمر بها الدم حتى يعطى لمن يحتاج اليه.