في مشهد مؤثر انهمرت فيه دموع الرجال وسط عناق طويل ووداع كبير اثر الحفل الذي أقيم تكريماً لأبناء الجنوب بسلاح المهندسين بأم درمان. حيث تم الاحتفاء بكل أبناء الجنوب بعد أن اقترب موعد التاسع من يوليو لاستحقاق تطبيق الانفصال وإعلان دولة الجنوب.. اللواء عبد الله عثمان يوسف قائد المنطقة العسكرية المركزية خاطب الحفل مؤكداً بقاء السودان قوياً رغم الفتن، ودعا الدولتين إلى حسن الجوار واحترام الاتفاقيات، مشيداً بدور أبناء الجنوب في سلاح المهندسين وإيمانهم بالعمل العسكري للدفاع عن الوطن. ومن جانبه أشار اللواء ركن حسن صالح عمر قائد سلاح المهندسين إلى أن الشراكة المزعومة بين الغرب والحركة الشعبية تخضع لإملاءات وأوامر الغرب، وأن الانفصال لم يكن أبداً خيار شعب الجنوب، ولكنه قرار سياسي مدفوع بإرادة غربية ورغم ذلك لن يكون سوى انفصال جغرافي وسيبقى التواصل وجدانياً واجتماعياً.. من جانبه أكد ممثل الجنوبيين بسلاح المهندسين مساعد محمد مبروك جمعة أنه أصعب يوم في حياتهم بعد فترة عمل طويلة أن يكون الانفصال واقعاً مريراً لاتفاقية وقعت من أجل الوحدة وأن ما حدث لم يكن بإرادة الشعب الجنوبي، ولكنه قرار سياسي، وقال إن المستقبل أمامهم مجهول وإنهم في «زنقة» لأنهم يمثلون الجنوبيين الذين عاشوا في الشمال فكيف يكون التعامل معهم في الجنوب. وأشاد النقيب الزين جعفر عبدالعزيز باسم التوجيه المعنوي والخدمات بكل الجنوبيين وإساهمهم في رفع القدرات بسلاح المهندسين في مختلف المجالات. وتخلل الاحتفال وصلات غنائية فكاهية تماهت فيها المشاعر الجياشة بين الحضور، وعبر البعض عنها بالدمع السخين حين غنى شول منوت أغنية أنا سوداني فأجهش الكل بالبكاء على وطن فرقته السياسة وجمعت بينه القلوب.