كثيراَ ما اطالع كتابات واراء الزملاء عبر اعمدتهم المقرؤه وصفحاتهم الفنيه المختلفه،وأحرص دائماً على متابعة معظمهم واقدر وجهات نظرهم كثيراَ فيما يدور فى ساحتنا الفنيه رغم اختلافى مع بعضهم فى طريقة تناولهم لعدد من القضايا الشائكه،واعتقد والله اعلم ان الانطباعات المسبقه والمزاجات الشخصيه تتحكم فى الكثير من كتابات عدد لا بأس به من الزملاء فى صحافتنا وهذا مايجعلهم يدمنون النظر الى الكثير من الأمور من زاويتهم فقط مما لايفيد القارئ الذى يرغب فى تناول الامور بموضوعيه متناهيه وبشفافية حقيقيه بعيداَ عن محاولات (شخصنة القضايا) و(النقد الهدام) اللذان لايخدما قضية الفن باى حال من الاحوال ولن يسهما فى تعديل الحال المايل والذى يرونه فى كل شى!!. ينظر الكثير من اهل الصحافه الى حال هذا الجيل عبر منظار اسود ويرون ان احد اهم اسباب هذا (الميلان) يوجد فى كلمات و أغنيات الكثير من الشباب ويصفون كلماتهم بالهبوط احياناً،والسقوط فى احايين اخرى ويعتبرون غناء بعض الكلمات هو جريمة فى حق المجتمع وتاريخ الفن السودانى!،وكأن تاريخ الفن السودانى لم يشهد فى حقبه المختلفه اغنيات على هذه الشاكله،ويذهب البعض الى ابعد من ذلك مطالبين الناس بالعوده الى اغنيات الكبار والزمن الجميل وكأن (حواء السودان) اضحت عاقراً منذ ذلك الزمان ولم تستطيع انجاب اجيال قادره على الغناء بلغتها والتعبير عن ماتحس به. يستند دعاة (العودة الى الماضى) فى الدفاع عن دعوتهم لمنطق يعتمد على مقارنات مضحكه على شاكلة مقارنة اغنيات مثل (ولى المسا)،و(المصير)،و(كلمه) وغيرها من الاغنيات باغنيات اليوم مثل (سنتر الخرطوم)،و(الجاب لى أخبارو)،و(اضربنى بمسدسك) وغيرها من الاغنيات وهم يعلمون جيداَ والجميع يعلم بانه لا مجال للمقارنه بين اغنيات شبابيه خفيفه مثل اغنيات اليوم واغنيات مختلفة الشكل والبيئه والمضمون كأغانى الزمن الذى يتباكون عليه متناسين (عمداً) حقيقة هامه وهى ان اغلب اغنيات اليوم اياً كان تصنيفها لديهم هى امتداد لاغنيات كانت ولا تزال ذائعة الصيت منذ ذلك الزمان والى الان ولكن لا تتم المقارنة بين هذه النوعيه واغنيات اليوم لذلك نرى الفنانين الكبار ومن شايعهم فى الهجوم على هذا الجيل دائماً ما يتجاوزن عن قصد الاشارة اليها مع العلم بان معظمهم قد تغنى باغنيات على شاكلة اغنيات اليوم الخفيفه والتى تتحدث بلغة قد تكون بسيطه و(فرايحيه) وعبر ايقاع خفيف وراقص والامر ليس بدعة ولا جريمة ان يكون هنالك هذا النوع من الاغنيات التى يحبها الناس كثيراً فى هذا الزمن او غيره. جيل اليوم الذى تهاجمونه وتصفونه بالجيل الهابط وتنتقدوه صباح مساء ليس هو الجيل الذى ابتدع لغة لاغنيات على شاكلة (البنسلين ياتمرجى) و(الليمون سقايتو على) و(ياحبيب جيناك) و(ادونا فندكم)وغيرها الكثير،وجيل اليوم هو ليس الجيل الذى غنى (على صدرك قنبل) و(..... الما رضع جنى) وغيرها من الاغنيات التى نحترمها ولكن تحمل الكثير من الايحاءات المعلومه للجميع،ومن المضحك حقاً تبرير هذه الاغنيات لاساتذتنا الكبار للدفاع عنهم تحت ادعاء ان هذا (غناء دكاكينى) وكأن الغناء الدكاكينى هذا نبت شيطانى لا شعراء او ملحنين له و لا فنانون يتغنون به. ان الاغنيات التى يغنيها الجميع كباراً كانوا ام شباباً ،قديمةً كانت ام جديده هى ملك للناس وهم من يحددون بكامل ارادتهم مايريدون سماعه،وهى امزجة تختلف من شخص لاَخر وحرية شخصيه لا يجب فرض الوصاية من قبل البعض وتحديد مايجب على الناس ان يحبوه ويسمعونه ومايجب عليهم ان يتجنبوه ويحاربوه. اتركوا الوصاية على الناس يافنانينا الكبار وزملاءنا الصحافيين وكفوا عن مهاجمة هذا الجيل بسبب اغنياته التى تعبر عنه ويحبها ولا تتباكوا على زمان ان اخرجنا ماكان فى باطن ارضه من اغنيات لتوارى الكثيرون خجلاً...تحياتى