أعلن المشير عمر البشير رئيس الجمهورية عن إصدار عملة جديدة خلال الأيام القادمة لمقابلة ما يترتب عليه إصدار عملة خاصة بالجنوب وكشف عن تعديلات على الموازنة الحالية دون زيادة في الرسوم أو الضرائب مشيراً للمباديء الأساسية للجمهورية الثانية كبداية لحقبة جديدة في تاريخ السودان عقب إعلان دولة الجنوب وكشف في الوقت ذاته أن الحكومة بصدد تكوين لجنة قومية لإعداد مسودة الدستور الدائم للبلاد وإطلاق حوار وطني بمشاركة كافة القوى السياسية والاجتماعية الأهلية للاتفاق على آلية للحكم وقال إن الحكومة تعتزم إجراء تعديلات على قانون المشورة الشعبية لولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان لتمديد القيد الزمني لإجرائه. وفي ذات الأثناء وجه البشير جهاز الأمن والمخابرات الوطني بمراجعة أوضاع كافة المعتقلين في السجون وإطلاق سراح كل من يثبت عدم تورطه مع حركات تمرد إرهابية أو مسلحة. وأكد رئيس الجمهورية في أول خطاب له للأمة السودانية عبر الهيئة التشريعية القومية (المجلس الوطني - مجلس الولايات) بعد إعلان دولة الجنوب حيث استقبله نواب البرلمان بالهتافات والتهليل والتكبير مرددين.. «سير سير يا البشير وحسبنا الله ونعم الوكيل» أكد عزم الحكومة على خلو صحائف جهاز الأمن من أي حالة إعتقال سياسي بسبب رأي مخالف أو معارض للحكومة مشيراً إلى أن الحكومة راغبة في تهيئة المناخ للحوار المعافى لبناء الدولة الجديدة.وجدد البشير التزامهم بتنفيذ الترتيبات الأمنية المتعلقة بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق لإكمال إجراءات المشورة الشعبية مشيراً إلى أن تعديلات قانون المشورة لإتاحة الفرصة للمواطنين للإدلاء بآرائهم وطمأن سكان المنطقتين بأن الحكومة ستعمل على توسيع مشاركتهم في الحكم وتمكينهم من قيادة شأنهم وتنفيذ برامج تنموية عالية التركيز. وأكد أن الحكومة ستمضي في التعامل مع لجنة الاتحاد الأفريقي برئاسة ثامبو مبيكي لمعالجة القضايا العالقة في اتفاق السلام وجدد تأكيده ببناء علاقات جوار متميزة وايجابية مع الجنوب، وقال «إن الانفصال لا يعني الانقطاع».وقال إن مباديء الجمهورية الثانية ترتكز على الإلتزام بسيادة حكم القانون وبسط العدل وضمان حقوق المواطنة والشفافية في اتخاذ القرار والنزاهة في صرف المال العام بجانب مبدأ المحاسبة واعتماد معايير الكفاءة وبث الروح الوطنية. وأكد أن السودان الجديد قادر على حسن الإدارة والدفاع وتقديم الخدمات واستخراج الثروات. وكشف أن الحكومة ستطرح على البرلمان خطة إسعافية لمدة ثلاث سنوات لمعالجة نقص إيرادات النفط وقال إن ملامحها تتضمن خفض الإنفاق الحكومي وترشيد الصرف ومضاعفة الايرادات وتشجيع الاستثمار الوطني والأجنبي. مشيراً إلى مضيهم في إنفاذ مشاريع التنمية بدارفور وأكد أن توقيع الوثيقة النهائية الذي سيتم غداً الخميس بالدوحة سيطوي ملف أزمة دارفور وينقل الأوضاع إلى أفق جديد.ومن جانبه شكر أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان الله على ما تبقى من حدود بعد انفصال الجنوب وقال «الحمد لله على ما أخذ وعلى ما أعطى» وأضاف «ذهب الجنوب لشأنه ولن نذرف عليه الدموع وأصبحنا دولة ذات سيادة» وتعهد الطاهر خلال كلمته أمس أمام البرلمان بحضور رئيس الجمهورية بحماية البلاد والدفاع عن أرضها وقال لم يكن أمر الوحدة ممكناً إلا «بالقوة» لذا وفرنا على القوات المسلحة الدماء لمعارك أخرى قادمة إن شاء الله وحيا الشعب السوداني وشهداء السلام وعلى رأسهم الزبير محمد صالح كما حيا الطاهر رئيس الجمهورية وقال بإنه قاد البلاد في زمن «العُسرة»، في ذات الأثناء التي هنأ فيها الجنوبيين بدولتهم وتمنى لهم النماء والقوة.