واليوم الأوراق الأخيرة من الامتحان.. ونبدأ بالورقة الثامنة.. وهي.. السؤال الثامن.. الورقة مادة الرياضيات.. جاء في الأخبار وتحديداً عبر صحيفة السوداني الأربعاء الماضي.. إن ولاية كسلا قد انفقت ثلاثة مليارات من الجنيهات «بالقديم طبعاً» استعداداً لزيارة رئيس الجمهورية التي لم تتم وتأجلت.. السؤال.. أ. كم تبلغ جملة المصروفات إذا تمت فعلاً الزيارة؟ ب. أكتب بالتفصيل وبالأرقام وفي جدول حسابي أوجه صرف هذه المليارات الثلاثة أو قيمة المشتروات استعداداً لزيارة الرئيس.. مثلاً بكم اشترت الولاية وبالجنية «فول الحاجات» وبكم اشترت «البلح».. وبكم اشترت «الفشار» وبكم اشترت «علب الحلاوة» وهل هي حلاوة «لبن» أم «النعناع» أو هي «ماكنتوش» وبكم وكم هي أعداد زجاجات المياه «الكرستال» وبكم وكم هي عدد «علب» المشروبات الغازية.. وهل اشترت الولاية «خراف» و «ثيران» وإذا اشترت بكم اشترت تلك «البهائم».. وكم عدد قطع «صوالين» أو «خيم» أو صيوانات المناسبة، وكم هو المبلغ الذي استأجرت به «الكراسي».. وملحوظة مهمة.. لا نطالب بارفاق فواتير الشراء.. فنحن وحاشا لله أن نشكك في أمانة وطهر ونظافة هذه الأيدي المتوضئة.. كيف ذلك ونحن- حتى- لا نشكك في أيدي العلمانيين الكفرة النجسة.. يكفي فقط ايراد جدول المشتروات، ولكن بالأرقام والعدد والأوزان.. ونحن نصدقكم و «يا مؤمن يا مصدق».. السؤال التاسع.. ورقة التربية الإسلامية جاء في الصحف أيضاً.. أن ديوان الزكاة.. والقائم على الركن الثالث من شريعة الإسلام.. جاء فيها أن هذا الديوان قد منح.. أو وهب.. أو قدم قرضاً أو مساعدة.. إلى شركة سودانير.. وأيضاً قد منح أو وهب أو هو قرض أو مساعدة إلى التلفزيون.. وكان قديماً قد تحدث الناس.. وفي أول سنة من عمر الإنقاذ التي ناهز الآن عمرها عمر «لبيد» تحدث الناس عن أن نفس هذا الديوان- ديوان الزكاة- كان قد «تبرع» إلى أحد فرق المقدمة الذي كان يخوض مباريات باسم الوطن في أدغال افريقيا.. كان قد تبرع له بسبعة عشر مليون جنيه بحجة أن هذا «الفريق» قد رفع الآذان في مجاهل افريقيا، وتحديداً في «جوهانسبيرج» إذا كان ذلك صحيحاً ونأمل ألا يكون صحيحاً السؤال هو: هل أضاف الأحبة مشايخنا الأجلاء والأعزاء.. سهماً آخر ليضاف إلى أسهم مصارف الزكاة الثمانية المعروفة أصلاً.. هل هو اجتهاد حميد وراشد.. أم هو بدعة من تلك البدع التي توصف بالضلالة والتي حتماً هي إلى النار تقود؟.. ملحوظة مهمة.. هذا السؤال.. تجيب عليه هيئة علماء السودان.. أو أي هيئة علماء «تحب» أو «تبايع» أو «تهادن» أو «تطاوع» أو «توافق».. أو «تخاف» السلطان. السؤال العاشر.. أقرأ «المقولات» أدناه جيداً وأكتب اسم القائل.. والسؤال.. من الذي قال في عصر مضى.. وفي سنين طوتها الرياح والرمال.. والنسيان «لولا مجيء الإنقاذ لصار سعر الدولار عشرين جنيهاً» وملحوظة مهمة كان سعر الدولار عندما تحدث هذا الرجل سبعة عشر جنيهاً.. ومن الذي قال بالصوت والصورة.. وعبر المكرفونات والكاميرات و «المايكات» «عندما جاءت الإنقاذ وجدت شعب السودان أمة وشعب من «الشحادين»» ومن الذي قال «بعد ما لبنت ما بنديها بغاث الطير».. من هو القائل ومن هم بغاث الطير.. أكتب جدولاً بأسمائهم أو أحزابهم».. ومن الذي قال في «ذروة التعبئة الجماهيرية» استعداداً للانتخابات.. قال الرجل «أي واحد ما بصوت لينا ما يمشي في «ظلطنا لانو عملناهو نحن.. وأي واحد ما بصوت لينا ما يكب بنزينا لانو طلعناهو نحن». وأخيراً.. قالت إحدى «الوزيرات» وهي ترفع خريطة السودان الجديدة.. الحزينة الدامية.. الدامعة بعد انفصال الجنوب.. قالت لجمع من الصحفيين وهي ترفع صورة الخريطة الجديدة.. قالت في إهمال.. أو لا مبالاة.. أو سادية.. أو استهتار بمشاعر الأمة.. قالت وهي تفيض سعادة.. أرأيتم كم هي جميلة هذه الخريطة..» من هي هذه الوزيرة.. وهل استمدت الخريطة الجمال من الجغرافيا.. أو التاريخ أو من روائع التشكيل.. وهل هذه الوزيرة فنانة تشكيلية.. والآن بحمد الله انتهى الامتحان.. نتمنى لكم النجاح والتوفيق.. ولكن سنفصل و «نرفت» أي راسب..