أكاد أجزم أنه ما من رئيس دولة في كافة بقاع الكرة الأرضية مع اختلاف التوقيت إلا وكان متابعاً للنقل الحي لمحاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك والذي أحسب أن محاكمته بهذه الصورة قد أوضحت المعنى الكامل لقول المولى عزّ وجل «تُعز من تشاء وتُذل من تشاء» وأكاد أجزم بأنني شعرت بالعبرة تداهم حلقي إحساساً بما أحسه الآلاف من آباء وأمهات وأقرباء شهداء 52 يناير وهم من خيرة الشباب الذين سحقهم رجال النّظام المصري البائد من أجل عيون مبارك وجمال وعلاء والست سوزان شجرة در الألفية الثالثة! ولعل المغزى والمعنى في محاكمة مبارك يتعدى الثأر الشخصي لمجرد أشخاص يريدون أن يبددوا نار حرقة الحشى ولكن المغزى الأكبر أنه ما من سلطان ولا جبروت يستطيع أن يكسر شوكة الشعوب أو يسقيها «الفاليوم» مخلوطاً بعصير المر والاستبداد ودعوني أقول إنني شخصياً أحمل مشاعر «عدائية» نحو حسني مبارك لأن الرجل عرف بعدائه للسودان بدرجة عالية من التطرف لدرجة أن أخبار السودان كانت ممنوعة عن التلفزيون المصري وأسماء الرؤساء والقادة عندنا تقرأ بالمقلوب زيادة في التجاهل والتهميش. على فكرة وأنا أشاهد الرئيس المخلوع محمولاً على سرير داخل القفص تذكرت قولته الشهيرة أيام محاكمة صدام حسين حينما قال «هو اللي عملها في روحه» وودته لو يسمع صوتي يقول «أنت اللي عملتها في روحك» وشتان ما بين محاكمة صدام بمحكمة استعمارية أمريكية ومحاكمة مبارك بمحكمة ثورية مصرية. .. في كل الأحوال إن كانت السماء تبعث مع الرسل والأنبياء أشكالاً من المعجزات والعبر فها هي تمنحنا درساً جديداً من لا يفهمه يجرم في حق نفسه مثال غيره ودرساً جديداً في أن الشعوب لا تموت وحتى ولو «دقست» زمناً طويلاً فلا بد لها أن تصحو وأن يخرج صوتها مزيلاً «البلم» وتمتد يدها تطبطب على الألم وتمسح جراحات وتنتفض وتشرق شمسها من جديد، بالمناسبة لفت نظري تغطية التلفزيون المصري للمحاكمة وإصرار المذيع الذي ربط الاستديو بالمحكمة أن هذا التلفزيون هو ملك الشعب وليس ملك النظام لذا سينقل تفاصيل المحاكمة بتجرد تام وكأنه أراد أن يطلب السماح من كافة مشاهديه الذين ضللهم أيام الثورة ووصف الثوار بأنهم مجرد متعاطين ومهلوسين كما يقول القذافي وهو يصف ثوار ليبيا بأنهم أيضاً متعاطين لحبوب الهلوسة! على فكرة إنتو ما معاي إن أكثر اثنين كرهاً للسودان قد وقعا في الشرك وحالهم يغني عن سؤالهم صحيح الله غالب! * كلمة عزيزة .. وأنا أقرأ عن إحصائية عنف الزوجات ضد أزواجهم التي كتب عنها الأستاذ مصطفى أبو العزائم في زاويته أمس الأول قلت لمحدثي الذي شاركني قراءة الزاوية إن مثل هذه الإحصائيات لا يمكن إطلاقاً إجراؤها في السودان لأنه ببساطة ما ممكن زول يمشي يشتكي مرته ويقول دقتني أو تسأل واحد تقول ليه مرتك بدقك؟ لأنه ذي شكلة جاهزة وحتى ولو صاحبنا مدقوق من مرته حيدقك ويسوي ليه نفس والزعلته أمه دق مرت أبوه!! .. عموماً لا أظن أن مثل هذه الإحصائية قد تجد طريقاً إلى النور وسيظل الراجل السوداني في عين أمه وأخوانه داقي داقي حتى لو كان..!! أنا هسي قلت حاجة. * كلمة أعز .. نعم نحن نحترم قاماتنا الفنية السامقة ونقدر عطاءها لكن ما معقولة تستضيف النيل الأزرق الفنان محمد ميرغني في رمضانين قبل أعوام وأول أمبارح ليغني بلاي باك أخي محمد ميرغني دع أغنياتك تنساب على شفاه الفنانين الشباب بكل حيوية بدلاً من تجبصها وتيبسها داخل الكاسيت!