رغم أنه ليس البرنامج الغنائي الوحيد على الفضائيات السودانية.. ورغم أنه ليس الأول ولن يكون الأخير.. واجه برنامج أغاني وأغاني على شاشة النيل الأزرق هجمة شرسة دون أية مقدمات.. وقلت رأيي بصراحة منذ البداية إنني ضد تغيير موعد بثه لأنه ليس هناك مبرراً لذلك، رغم أن حديثي هذا استغرب له بعض من سمعوه باعتبار أنني أقدم برنامجاً تلفزيونياً على فضائية هارموني وفي ذات توقيت برنامج أغاني وأغاني، وتغيير موعد الأخير يضمن لي وللبرنامج نسبة عالية من المشاهدة وتكون ماشه معاي (باسطة).. إلا أن وجهة نظري وقناعاتي أن المنافسة الحقيقية والفوز الحقيقي ليس بإبعاد الخصم عن حلبة المنافسة.. ولكن الفوز إما بالنقاط أو الضربة القاضية.. ما جعلني أعود لهذا الموضوع هو حديث السيد رئيس الجمهورية رداً على تساؤلات الأخ الأستاذ مصطفى أبوالعزائم في تدخل الدولة في مواعيد بث البرنامج.. ولعل الجزئية التي لفتت نظري في حديث الرئيس أنه أشار للريموت كنترول بأنه الوحيد القادر على توجيه رغبات الناس وميولهم وهو حديث صحيح مائة بالمائة.. إذ أنه لم يعد هناك سلطان على الفضاء وانشقت مسألة الرقابة والوصاية والجهات التي تضع نفسها في هذا الموضع تفشل في سعيها وتضع روحها في حتة ما (لذيذة).. ودعوني أجدد تساؤلي مرة أخرى.. متى كان الغناء حاجزاً ومانعاً للشعب السوداني من أن يمارس عباداته ويواصل اجتماعياته.. وكيف جاز لمن سعى ونادى بإيقاف برنامج أغاني وأغاني وتعديل ميقات بثه من أجل صلاة التراويح.. كيف جاز له أن يسكت على شارع النيل الممتد بلا نهاية بالشباب والشابات الذين هم جلوس وونسة أثناء صلاة التراويح.. على فكرة هذا ليس تحريضاً مني لمنع الشباب والأسر من ارتياد هذا المتنفس الوحيد تحت الإضاءة الكاشفة وعلى مرآى من المارين والسامعين.. بدلاً من الجلوس تحت الكباري حيث الظلام والإضاءة الخافتة.. لكنني أردت أن أقول إن هناك ازدواجية في المعايير وترصداً للنجاح أينما وجد، بالمناسبة في ظني الكبير أن أغاني وأغاني سيكون هذا آخر مواسم عطائه، لأنه استنفذ أغراضه، وبدا مملاً وغير جاذب، وهذا ما يجب أن يجعل الإخوة في النيل الأزرق يستعدوا ومنذ الآن ببرنامج جديد بالفكرة والمضمون والشكل الإخراجي اللافت.. وحبذا لو كان في ذات موعد برنامج أغاني وأغاني السابق.. ودعوا كل شخص يكون مسؤولاً بأدنى مستوى لحريته الشخصية على الأقل في ما يقول وما يسمع.. ولا تجسموا على صدور العباد ضيقاً وعنتاً.. فإن دخل السكر السوق الأسود وارتفعت أسعار اللحوم والخضروات والفاكهة.. فدعوا الغناء ملحاً وترويحاً متى ما كلت النفوس وملت!! كلمة عزيزة: للأسف الكثير من الفضائيات تتسبب في ذبول مذيعاتها قبل أن يتفتح أوان أزهارهن.. بمعنى أن بعض الفضائيات ترمي بهن أمام الكاميرات دون خبرة ودون إعداد جيد.. ودون إخراج أجود.. فتبدو الواحدة هزيلة وشكلها دائخ وتغرق في شبر موية.. فالصناعة التلفزيونية مهمة لإظهار المذيع أو المقدم على أفضل صورة.. ودليلي على ذلك الظهور اللافت لتريزا شاكر في برنامج تلاتين دقيقة.. وهي تبدو بكامل ثقتها وكامل تمكنها.. ولكم أن تعلموا أن مطبخ تلاتين دقيقة يعد وجباته الود الداهية ياسر عركي ويخرجها بحنكة وخبرة السنين المخرج معتصم الجعيلي.. على فكرة تريزا قدمت لقاءات جيدة لفت نظري فيها استضافتها للصحفية رفيدة ياسين التي شاهدتها تتحدث لأول مرة في حوار تلفزيوني رغم متابعتي لتقاريرها عبر العربية.. والشابة مخها مليان وواثقة من حاجاتها ونموذج مشرف للشابة السودانية!! كلمة أعز: اقتحام جريء للمخرج مجدي عوض صديق في مسلسل بت الكل الذي هو من شاكلة مسلسلات (الست كوم).. وبصمته في المسلسل لافتة أكثر من إخراجه البرامجي.