ثمرة جهد ومجهود، حيث تدور أحداث المستقبل والماضي والحاضر وأفكار الآخرين يأخذها جهد الحياة العصيبة، هكذا كانت تدور الأفكار حيث مثلث الهندسة الذي يحتوي بداخله عمق الفكرة، ونهج المعرفة، وارتداء الأعمدة وحفر أعماقها لترتكز، ويبقى البناء راسخاً رسوخ الجبال الشامخة، وهنيهة جاءت الهمبتة لتتسلط على الآخرين، وتزدري بعمق الفكرة وازدواجية الرأي، فتسيطر على كنه الأرض التي تصلح فيها الزراعة، فيسقط اليراع من القمة وينتشر الفزع بين القبائل وتظهر البداوة ليكون أدب الهمباتة عندهم جزءاً لا يتجزأ من حياتهم الفروسية، ليكون السيف مسلطاً على أعناق الآخرين الخائفين الرافضين للدفع المطلوب، فيخاف المجني عليه حتى يعطي ما عنده من متاع أو غيره،، هكذا كانت اللحظة التي تفردت فيها حكايات الهمباتة الذين أخذوا نصيب غيرهم من غير وجه حق، فيصبح فيها القوي آكل والضعيف مأكول، ورغم ذلك كله نقول: هيهات على ما جنت تلك الأنفس الظالمة بعملها الضال، والتي تدعو إلى الهمبتة بقصد الفروسية، وينسون أن الهمبتة هي ظلم، والظلم ظلمات يوم القيامة، والكل يعلم ذلك، وهم أي الهمباتة إذ إنهم قُطَّاع طرق عليه نرجو شاكرين من همت نفسه بقطع طريق أن يتوب إلى الله ويرجع، حتى لا يؤذي الآخرين من ذلك الفعل القبيح، فيكون بتوبته قد انصاع وامتثل لأمر الله الذي حرَّم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرماً، فيكون على نهج الحق الذي أصبح مفقوداً عند كثير من الظلمة، ولا نقول إلا ما قاله الشاعر: وما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق وعند اللحظة وما أدراك ما اللحظة لحظة الصبر والمصابرة وقطع الطريق للإنحراف الأخلاقي، تكون النتيجة واضحة حسب الحكاية، والأجدر أن نلاحظ الابداع الذي هز أركان النفوس الحائرة ونقول: إن الوقت قد حان وأن الحياة مدرسة رغم صعوبة مشاويرها التي تحيكها أسنة السيوف التي يرفعها الهمباتة سواءً كان ذلك في أمريكا أو إسرائيل، أو حتى في جبال الهملايا، أو تلك الحكايات المذهلة في أرض دارفور الحنونة التي أصبح يتجول فيها اليونميس حيث شاء، ورغم أن مات أو استشهد من استشهد في أرض الرافدين، أو ولاية النيل الأزرق، أو قبل ذلك كله جنوبنا الحبيب قبل انفصاله، أو في كل أرض السودان، نجد أن هيئة الابداع العلمي تسير على قدم وساق حتى وإن احترقت الكرة الأرضية فهل ذلك صحيح؟. أنا لا أدري، ولكن كيف يكون الابداع ومتى ولمن وبأي وسيلة؟ فكيف يتسنى لمهندس حسن أولى أن يكون مبدعاً حال كونه في العام الأول بكلية الهندسة بأي شكل أو طريق يتمرحل في تخصصه إذا لم يحس لواقعه المطلوب، حتى وإن توافرت لديه متطلباته الهندسية. عنفوان الحياة في المدينة تزدريه مرارات عديدة لطالب العلم أيسرها صعوبة المواصلات وأدناها وجبة الفتة (البوش) عفواً أرجو السماح، فقط تكبد المشاق والعسرة في شأن طلب العلم ضرورة تقتضيها طبيعة الأمر حتى يكون بموجبها طالب العلم عالماً ومفكراً ومبدعاً ورمزاً وقيادياً ورحم الله القائل: من لم يذق مر التعلم ساعة تجرع ذل الجهل طول حياته.. ومن فاته التعليم وقت شبابه.. فكبَّر عليه أربعاً لوفاته.. إذن فلنسيطر على عقولنا بعقولنا ولا نتركها للهوى، فالهوى طريق الشيطان ورحمة الله القائل:(إن الهوى لهو الهوان بعينه وصريع كل هوى هو هوان). ولنحرص على أبجديات الحروف حتى نتمكن من الكتابة الصحيحة، ولنمارس الفصاحة والبلاغة، حتى نكون على وتيرة الإبداع اللغوي، وألاَّ نفوت على أنفسنا حقها ولا نتكأكأ حتى يتكأكأ علينا المتكأكئون، ولنحرص على وطننا ونظل نبدع ونخترع حتى وإن تكالبت علينا الأوجاع والآلام، أو هجمت علينا الأعداء بالسهام.. ونقول الجوع ولا الركوع ولا نركع إلا لله، ولا نزل لأحد بماله أو سلطانه، وعليه نرجو كريم تفضلكم بزيارة بيوت الله آناء الليل وأطراف النهار، وأنصح نفسي وإياكم بتقوى الله، وإن لا تنكسروا لأحداث الزمان حتى تكونوا ضمن قائمة المبدعين، ولا تفرطوا إذا ما أردتم أن تكونوا مهندسين حتى تبدعوا وإذا أبدعتم في مجالكم فلا تظنوا أن الهمبتة تقتصر على أمريكا أو إسرائيل، بل هي طريق شائك، فكل من فرط في حق الله فهو همباتي، ومن تعلم علماً ولم ينشره للآخرين حال كونهم محتاجون اليه فهو همباتي، ومن أخذ مالاً أكثر من حقه جشعاً وطمعاً وظلماً فهو همباتي، ولا تظنوني أنا الهمباتي، ودمتم في رعاية الله وحفظه من الهمباتة.