في خضم أوضاعنا السياسية التي تشهد تفاعلات ومتغيرات كبيرة،أبرزها بداية تشكل ملامح الجمهورية الثانية بتداعياتها السياسية والإقتصادية وما تنطوي عليه من الجدل السياسي الكثيف حول تشكيل (حكومة رشيقة) تتخلص من أعباء التمثيل العشائري والجهوي بكلفته العالية،ينعقد المؤتمر التنشيطي الثالث لقطاع الطلاب للمؤتمر الوطني في دورة الإنعقاد الثانية تحت شعار(وثبة إلي الأمام)،ومن المقرر أن يناقش المؤتمر الذي يلتئم يومي الأربعاء والخميس بمشاركة عشرة ألف طالب من عضوية الحزب وبرعاية الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني لشئون الحزب وتشريف المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس المؤتمر الوطني مجموعة من الأوراق حول الراهن السياسي، بما فيه من تحديات بناء الجمهورية الثانية وإستدامة السلام في أطراف البلاد ووضع الحلول لقضايا جنوب كردفان والنيل الأزرق عبر الاستمرار في الحل السياسي دون تنازلات،وتأتي كل هذه القضايا مفصلة في ورقة(مستقبل السودان والجمهورية الثانية) لتحمل أفكاراً موضوعية تعبر عن رؤية الطلاب لمستقبل السودان، وهي رؤية تأمل في تحقيق(وثبات إلي الأمام) في عدد من المحاور المتباينة علي الصعد السياسية والفكرية والخدمية،يكون لها التأثير الأوسع في وضع ملامح المرحلة المقبلة،كونها رؤية تعبر عن قاعدة عريضة لاتشوبها شوائب الزمان محتفظة بأصالتها ومثاليتها دونما مطامع أو غنائم، تمثل عظم الظهر لحزب هو في الأصل وضعت لبناته الأولي الحركة الطلابية في قلاع المعرفة والوعي،لتنتشر مظاهر الصحوة في كل أصقاع السودان بفضل طرحها الفكري القوي الرافض للطائفية والانغلاق والمنفتح علي المجتمع نحو الفلاح والصلاح والمساواة والعدل، حيث تكون الأفضلية بحسب المعايير الموضوعية للفرد في الحزب أو في الدولة، ووجدت هذه الدعوة إجماع واسع من الطلاب لتكتسح الدوائر الإنتخابية وتحقق نجاحاً باهراً في السيطرة علي المنابر الطلابية،وكانت النتيجة الطبيعية أن حققت الحركة الإسلامية الإنتشار والقبول من المجتمع لينخرطوا في برامجها وفعالياتها علي مستوي الدعوة والدولة. ومهر الطلاب طوال سنوات الإنقاذ الحافلة بالتحديات والإبتلاءات ،بدمائهم مسيرة السلام والتنمية بأرتال من الشهداء في كل الجبهات القتالية،حكايات وقصص من الوفاء والفداء والولاء للمشروع القيمي والفكري للإنقاذ،أبطالها الشهيد الأمة علي عبد الفتاح ومحمد عبد الله خلف الله وفضل المرجي المعز عبادي وغيرهم من الصادقين!! ويأتي المؤتمر التنشيطي لطلاب الوطني ليؤكد علي هذه المسيرة الحافلة بالتحديات،وما أشبة الليلة بالبارحة حيث تشتعل نيران التمرد في جنوب كردفان والنيل الأزرق،وتتربص ذات الدوائر الغربية بالسودان بذرائع مختلفة حول مايسمي بالقضايا العالقة،والتحركات المدفوعة من الخارج لبعض الأحزب،فاقدة الشرعية والأهلية والتي عجزت في خوض الانتخابات وتعجز الآن في تحديد موقفها حيال المشاركة في الحكومة القومية وماتزعمه من تحريك للشارع لانجاز السيناريو الذي أجهض مرات عديدة في إحداث الفوضي داخل الخرطوم. ومن المنتظر أيضاً أن يستعرض المؤتمر تقرير أداء أمانة الطلاب الإتحادية للعام المنصرم وقد شهدت جهود كثيرة لإنزال البرنامج الفكري والسياسي علي مستوي القواعد في الولايات والمحليات والجامعات،وربطهم من خلال رؤية تربوية وفكرية ظلت مستقرة ومتواكبة مع الظروف السياسية والتحديات المختلفة ،وكانت وثبة الطلاب حيال الإعتداء علي ولاية النيل الأزرق،كبيرة وسريعة ساهمت في إحتواء الأزمة في حينها. أما علي مستوي الجامعات ،فقد إستطاع طلاب الوطني بطرحهم البناء وبرامجهم المقنعة والمتجردة للقاعدة الطلابية أن يكتسحوا كل التنظيمات السياسية في كل المنابر الجامعية التي يسيطر عليها الطلاب الوطنيون،عدا إتحاد طلاب جامعة الخرطوم الذي إنسحبت التنظيمات السياسية في عامين علي التوالي من خوض الحملة الانتخابية ،الأمر الذي أدي إلي تجميده إلي حين قيام الانتخابات،وعلي مستوي الولايات ظل الطلاب الوطنيون هم الخيار الأمثل،وبهذه المعطيات يبقي الحزب الوحيد الذي يمتلك زمام المبادرات الطلابية هو المؤتمر الوطني إلي حين إشعار آخر..!! نأمل أن تصب مخرجات المؤتمر التنشيطي في اتجاه المحافظة علي المنابر النقابية للطلاب وتطوير وتجويد أداء الأمانة،التي أكملت خطوات كبيرة في تجديد الدماء والدفع بقيادات جديدة مؤهلة لإحداث التغيير المنشود،وأن تتلمس عن قرب القضايا الحقيقية للطلاب في التعليم والسكن وتطوير القدرات،كما نتوقع أن يكون النقاش مفتوحاً حول مجمل قضايا الطلاب،وصولاً إلي نتائج إيجابية تكون هادية للدولة في معالجاتها لتحديات الوطن،ولاستكمال حلقة المؤتمرات التنشيطية التي يشهدها الحزب في مختلف قطاعاته لتحريك الرؤى والتطلعات.تمكن الحزب من صياغة أهدافه وبرامجه لمواجهة التحديات المقبلة. ان أوراق المؤتمر والتي سيتم التداول حولها حول المناحي الإقتصادية والسياسية والإجتماعية ،يجب أن تستوعب مشاكل التعليم في أطراف السودان وتنشد لها الحلول،ووضع المعالجات المطلوبة لقضايا الاسعار علي مستوي شريحة الطلاب وكيفية أن نوظف طاقات الطلاب لبناء الإقتصاد..!! لقد ظل الطلاب هم الفصيل المتقدم في الدفاع عن الإنقاذ،(الثورة الطلابية) التي علي يدها تفجرت ثورة التعليم العالي في كل أصقاع السودان،كما إنها كذلك بادلت الطلاب الثقة والوفاء،ودفعت بهم إلي المواقع القيادية المتقدمة،لذلك يأتي المؤتمر التنشيطي للمحافظة علي هذه العلاقة وتسويرها بالمزيد من الثقة والوفاء!!!