مدخل: لا القدر واقف معانا ولا الظروف متساهله لينا لا المشاوير راضية تخلص..لا حكاوينا الحزينة.. والخطاوي معاندة للسكة البتمرق من مشاعرنا وتجينا.. عشان بحبك...بس بقوليك....إستبينا...!! مابين هذا وذاك: أكثر مايثير دهشتي وإستغرابي حينما ينعق أحدهم متدثراً بعباءة (الأمس الجميل) و(ورافضاً لكل ماهو جديد) لافظاً سمومه في وجه كل شاب أخذ على عاتقه (شرف المحاولة) سواء كانت على سبيل (التجديد أو التغيير). ولا يجد منهم الشباب الا تكسيراً (لمجاديفهم) التي أعيتها مقاومة تيارات أمواج الأمزجة السودانية، فتجد أن كلمة (التشويه) هي التي تذيل أي تصريح أو نقد (غير بنَاء) صادر ممن ليس هو أهل للنقد في حق من يحتاج للنقد الهادف البناء والذي يساعده ويكون بمثابة (زاد) يعينه في مشواره . زخم جمالي: إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُها نَسيمَ الصَبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُلِ مُهَفْهَفَة ٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفاضَة ٍ ترائبها مصقولة ٌ كالسجنجل كِبِكْرِ المُقاناة ِ البَياضِ بصُفْرَة ٍ غذاها نميرُ الماء غير المحللِِ تصد وتبدي عن أسيلٍ وتتَّقي بناظرَة ٍ من وَحش وَجْرَة َ مُطفِلِ وجيد كجيد الرئم ليس بفاحِش إذا هيَ نَصّتْهُ وَلا بمُعَطَّلِ وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِمٍ أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَعَثكِلِ غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُلا تَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُرسَلِ تلك إحدى أجمل القصائد العربيه وأشهرها وهي ل(امرؤ القيس) أشهر شعراء العصر الجاهلي على الاطلاق وهي جزء صغير من معلقة (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل)، هذه الجزئية يصف فيها مكامن جمال محبوبته (بفصاحة لغوية) تشهق لها الأنفاس . حينما إخترت تلك الابيات من معلقة ( إمرؤ القيس) أحببت أن تصل رسالتي كاملة (لاؤلي الالباب) فلاوجه للمقارنه مابين تلك الحقبة وحقبهم في (قرض الشعر) وغيره. كنتم وها نحن : (المقارنة) بين (الزمن الجميل) كما يحلو للجميع تسميته، والحاضر (الغائب عن مخيلتهم) مع الأخذ بإعتبار أن الزمن لم يتوقف في تلك المحطة التي تدعى (الماضي) بل مضت الأيام والشهور والاعوام وجاءت حقب وتلتها أخرى،وسادت حضارات واندثرت أخرى وكبرت أجيال على وعي جديد وأسلوب عيش مختلف ، المقارنة بين الحقبتين تعتبر (أنانية مفرطة وتسلط وعنجهية وإستبدادية ) فكرية ، إذ أن كل مرحلة لها متطلباتها وواقعها الخاص ، وثقافتها ومفرداتها التي تتواءم معها. وأنا بتلك الدفوع لا أمارس الا حقي المشروع في الدفاع عن أبناء جيلي،و إن كانت لنا حدود لايصح تخطيها، وحتى ثقافتنا لا تخلو من بعض (الركاكة) وبعض (الابتذال) الا ان ذلك لاينفي وجود الكثير من (الفصاحة) و(الكلم الراقي) و(الفن الجميل). المقارنة هنا (غير مقبولة ) بل (مرفوضة) تماماً،فأما يكون هنالك (نقد بنَاء) أو فليصمت هؤلاء المؤبدون في (وهم الماضي الجميل). فليس زمانهم كزمان من هم قبلهم ولازماننا كزمانهم لهم ثقافتهم ولنا ثقافتنا. مخرج: مهرجان الخرطوم الدولي للموسيقى بقدر مااستمتعنا بجمال الموسيقى الشرقية والغربية ،بقدر ماأحبطنا ونحن نرى تخبط (بعض الفرق المحلية )التي شاركت بالمهرجان.ولكن كان المسك ختاماً ف( حافظ عبدالرحمن) تدارك الموقف و(شرحبيل )ساعده على حمل ماكان على وشك ان يسقط ،عموماً هي خطوة على درب التميز والجمال وإضفاء حالة فنية تساهم في خلق الهام للكثيرين وتصحح مسار الكثيرين وتكون بمثابة دافع لكثيرين. وخليك كده...مافي أجمل من كده..!!