٭ عم الاستياء والأسف كل الأوساط الرياضية لما جرى في مدينة عطبرة من دماء سالت ومن أبرياء اختنقوا في الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته الشرطة دون مبرر يذكر حسبما أجمع كل الرياضيين والصحفيين الذين تابعوا المباراة المأساة ومن خلال الصور الناطقة لأحداث المباراة والتي التقطها الزملاء المصورون ببراعة شديدة وكانت كل المؤشرات التي اتفق عليها هؤلاء بأن الحادثة التي تمثلت في قذف قارورات المياه والحجارة للملعب محدودة ولا يمكن أن يكون الرد عليها بهذه الصورة التي قام بها رجال الشرطة وكان يمكن محاصرة الحادثة بهداوة وإحباطها ولكن ليس بهذه الطريقة وعلى هذا النحو الذي تعاملت به الشرطة وهو تعامل من وجهة نظر الكثيرين افتقد التقييم الصحيح والقراءة الواعية وتمّ التصرف بعيداً عن استشارة مراقب المباراة الذي كان سوف يستعين بالشرطة لو أن الأمور تفاقمت وتجاوزت الخطوط الحمراء ولأن شيئاً من هذا لم يحدث وفي كثير من المرات كان يقوم نجوم الفريق الذي يغضب ويحصب الملعب بالحجارة أو قارورات المياه يقومون بإطفاء نيران الغضب فكم من مرة ثار جمهور الهلال وقام البرنس فأوقف ثورة جمهوره وكم من مرة تصرف جمهور المريخ بذات الصورة وسارع العجب ولعب دوراً في التهدئة وفي الحالتين كان للكابتنين فعل السحر لدى الجماهير وهذا كان يمكن أن يقوم به كابتن الأمل أو عدد من اللاعبين ويستمر اللعب ولكن دون الاستعانة بالشرطة وإطلاق الغاز المسيل للدموع . *لقد تكررت بالكربون حادثة شندي عندما اطلقت الشرطة البمبان في موقف مشابه وسمعنا أن اتحاد الكرة المركزي تحرك ليضع حداً لما يجري بالتنسيق مع رئاسة الشرطة ولكن يبدو ان شيئاً من هذا لم يحدث بدليل أن الحادثة تكررت بالكربون وبصورة أكثر فظاعة وأكثر ضحايا *وإذا كانت الشرطة قد أطلقت البمبان على مدرج الأمل الذي رمى الملعب بقارورات المياه والحجارة فما ذنب مدرج الهلال الذي كان يشجع بحضارة وبالغناء والموسيقى. *لقد جاء تصرف الشرطة في عطبرة بعد الحديث الرائع والسار والمدوي لرئيس الجمهورية الذي أكد أن أجهزة الدولة خادمة للمواطن لا سيدة عليه والشرطة بحسب الشعار المرفوع في خدمة الشعب ولا يمكن أن تتربص به وتعاقبه على هذا النحو المؤلم وبقدر ما أحزننا ما حدث من شرطة عطبرة بقدر ما أفرحنا ذلك الموقف من أحد رجال الشرطة والذي حمل أحد الأطفال على يديه مهرولاً به لإسعافه ونجدته في تصرف يؤكد على نبله ومروءته . *وعلى خلفية ما حدث وما تردد من تقييم الأوساط الرياضية لهذه الحادثة فالسؤال الذي يطرح نفسه من المنفلت في هذه الحادثة الجمهور أم الشرطة والأمر برمته في رأينا يحتاج تدخلاً سريعاً من وزير الداخلية الذي لابد أن نجد عنده حلاً .