لعله من أطيب السياسيين الذين عرفتهم قلباً .. وأعفَّهم لساناً .. وأرقَّهم وأرقاهم تعاملاً من ابناء جنوبنا الحبيب .. هو الفريق سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب القائد العام للجيش الشعبي (spla) وقد ألزمت إتفاقية السلام الشامل والدستور الإنتقالي أن يكون منصب النائب الأول من نصيب الحركة الشعبية لتحرير السودان( splm) حتى قامت الانتخابات . والعالمون ببواطن الإمور يعرفون أن الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول الأسبق لرئيس الجمهورية رئيس وفد الحكومة لمفاوضات السلام .. قد حسم موضوع منصب النائب الأول في أول لقاء له مع الراحل جون قرنق وقال له منذ هذه اللحظة أنت النائب الأول .. يعني من قولة تيت ثم جرت المفاوضات بعد ذلك على النحو الذي يعرفه الجميع حتى أفضت بنا إلي أتفاقية السلام الشامل .. والتي تعد من أكبر الإنجازات التي عرفها تاريخ بلادنا الحديث بلا منازع. وجاء سلفاكير نائباً أول للرئيس بعد رحيل قرنق المفاجئ .. وتمكن الفريق سلفاكير من القبض على زمام الأمور بحنكه ودراية وقدرة وخبرة فمنع تشظِّي الحركة والذي كان سيكون وبالاً على الإتفاقية وبالتالي على السودان بأسره ولكن الله لطف بنا وبلادنا .. وأنضم سلفا لمؤسسة الرئاسة بهدوئه ورزانته وحكمته التي كانت عاملاً حاسماً للكثير من الأزمات التي عصفت ولمرات عديدة بالعلاقة بين شريكي نيفاشا وسارت عجلة التنفيذ علي خير ما يرام حتي قيام الإنتخابات والتي جاءت بالبشير رئيساً للجمهورية يجلله الإحترام ويكسوه الوقار ويتوِّجه الفخار رئيساً منتخباً إنتخاباً مباشراً من ابناء شعبه وبأغلبية كاسحة .. ليعرف منافسوه أحجامهم وموقف الناخبين منهم .. من انسحب ومن بقى في المنافسة حتى إعلان النتيجة.. وجاء سلفاكير رئيساً لحكومة الجنوب بأصوات ابناء الجنوب لم يقترب منه منافس .. ولم يدانيه في النسبة التي حملته لرئاسة حكومة الجنوب أحد .. ثمَّ جاء أول قرار للسيد رئيس الجمهورية بتعيين الفريق سلفاكير ميارديت نائباً أول لرئيس الجمهورية .. عن قناعه من السيد الرئيس بغير إلزام له من دستور أو إتفاقية .. خدمة لأهداف الوحدة الجاذبة وإيماناً من السيد الرئيس بأن انفراد المؤتمر الوطني بالسلطة حسب ما جاءت به نتيجة الانتخابات لا يخدم الأهداف العليا للوطن ولا بأس في التضحية ببعض المكاسب السياسيةلإ كتساب مصلحة الوطن العليا .. وإلاَّ لكان الأستاذ علي عثمان محمد طه أحق بالمنصب الرفيع وأهل له .. وكله يهون من أجل وحدة الشعب والتراب .. وبذلك فإن كل الحقائب الوزارية في الحكومة الإتحادية هي عربون صدق ومحبة من أجل الوحدة الجاذبة .. وهذا مالم تفعله الحركة في حكومة الجنوب الذي تنفرد بحكمة دون غيرها بما في ذلك المؤتمر الوطني شريكها الأكبر. السيد الفريق سلفاكير ميارديت خصص كل وقته في الفترة الإنتقالية لحكم الجنوب دون تفصيل لدوره كنائب أول في الشمال والذي لم يكن يقضي فيه إلا بضع ساعات وربما بات لليلة واحدة في المقر الرئاسي الضخم الذي شيد له خصيصاً في حي المطار المدني .. فما يلبث أن يجئ النائب الأول من جوبا حتي يعود إليها على جناح الطائرات الرئاسية .. وها هو السيد رئيس الجمهورية قد سمَّاه مرة أخرى نائباً أول له فمكث بعيداً وهو القادر بحكم مناصبه وخبرته في أن يفعل الكثير من أجل الوحدة الجاذبة التي نصَّت عليها الإتفاقية ويستطيع السيد سلفاكير إقناع الناخبين الذين جاءوا به رئيساً لحكومة الجنوب بأن يصوتوا لصالح الوحدة الوطنية بدلاً عن كل هذه اللفه الطويلة .. وسعادة الفريق سلفا يعلم إن الود الخاص الذي أكنه له شخصياً والعلاقة الحميمة التي جمعتني به هي التي تدفعني الآن لمخاطبته من خلال هذه المساحة .. وأعرف عنه الوعي التام بما يحاك ضد السودان وإتخاذ الجنوب مخلب قط للإنقضاض على السودان كله ونهب ثرواته وإبادة إنسانه بالأمراض وسلاح الجوع ووهدة التخلف .. ثم إلقاء اللوم على الآخرين .. والسيد الفريق يعرف جيداً بخبرته الواسعة وخلفيته الإستخبارية وقيادته العليا والميدانية بأن الأعداء قد أعدوا مسرح الجنوب ومناطق التماس جيدا لإشعال حروباًُ أهلية عديدة في وقت واحد تمنع وتحرم مخزوناً إستراتيجياً لمستقبل شعوب العالم الأول !! وقد أسعدني النبأ الذي يقول بأن السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية سيجري مفاوضات مباشرة مع قادة الحركات المسلحة بدارفور للوصول لحل الأزمة هناك ومثلما قاد النائب الأول لرئيس الجمهورية الأسبق الأستاذ علي عثمان محمد طه المفاوضات مع الحركة الشعبية يستطيع السيد الفريق سلفاكير لو أراد أن يتنازل عن منصب النائب الأول لصالح دارفور ويسجل للتاريخ بأنه ضحى بمنصبه الرفيع لصالح كل السودان أسوة بالأستاذ علي عثمان الذي يعلم المولى عزَّ وجل زهدة في المناصب ..إفعلها يا سيدي النائب الأول ولن تخسر شيئاً بل ستكسب المزيد من الإحترام وستكون الوحدة عندها أكثر جذباً. قدت في بداية مفاوضات نيفاشا وفداً إعلامياً رفيعاً من الخرطوم إلى نيروبي بطلب من السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية .. وقد هيأ لنا اللواء ركن طبيب الطيب إبراهيم محمد خير وزير رئاسة الجمهورية كل الأسباب وضم الوفد الأساتذة كمال حسن بخيت .. وأحمدالبلال الطيب .. وعادل الباز ..وإدريس حسن وغيرهم . وإلتقى الأستاذ كمال حسن بخيت بالدكتور جون قرنق في أحد فنادق نيروبي وسأله بعفويته المعهودة :- يا دكتور لقيت علي عثمان كيف ؟. فرد عليه قرنق بحزم :- أستاذ علي عثمان من فضلك. وهذا هو المفروض