رغم أنني وخلال عطلة العيد كنت قد انتويت أن أستهل عودتي للكتابة بحدثين هما قمة في الأهمية وقمة في أولويات ما سأكتبه، وهما تحرير مدينة الكرمك الأبية على يد أسود الجيش السوداني من أخوان فاطمة (اللا بتقهموا لا بتروا لي وراء)، وحدث أمر قلل من طعم العيد، ومزج حلاوته باحساس مر، وهو رحيل واحد من ناس معزتنا الأستاذ الفنان الأمين عبد الغفار، رغم ذلك خضت ويبدو أنني سأخوض طوال الأيام القادمة في ما قدمته بعض الفضائيات السودانية، وهو من النوع الذي يدخل في باب (التسطيح) بالمشاهد، ومحاولة جعله هائفاً لا تخرج اهتماماته عن متابعة بعض المغنين والمغنيات الذين يجيدون فن العلاقات العامة، بدلالة وجود واحدة زي (وجدان الملازمين) في برنامجين غنائيين وغياب شاب محترم صاحب تجربة غنائية محترمة كوليد زاكي الدين أو محمود تاور، الذي نحمد لقناة الخرطوم الفضائية أن قدمته في سهرة كاملة الطرب والحضور.. على فكرة قناة الخرطوم ورغم ظروف تعثر البدايات الأولى التي تعمل بها، إلا أنها استطاعت أن تزاحم (وتدافر) طوال أيام العيد لحجز مكانها لدى المشاهدين، ويكفي أنها قدمت سهرة، أنا على ثقة أنها ستستنسخ بالكربون في الفترة القادمة، وهي سهرة مجموعة الشاعر ود المأمور، التي تألقت فيها انصاف فتحي بأغنية مشتاقين عديل، وأريج الربيع التي غنت من الحانها أغنية (ياوفي)، وإن كنت أهمس في أذن الأخ عابد سيد أحمد بأن التدقيق في اختيار المذيعات أمر حتمي ومؤثر بدرجة كبيرة في شكل المواد المقدمة، ولابد من مجهود جبار لاستقطاب الدعم اللازم للقناة، خاصة وأن الاستديو الذي تملكه غاية في التواضع، وأحسب أن القناة تنقصها الكثير من الأجهزة التي هي من أولويات مكونات أية قناة محلية، ناهيك عن أن تكون فضائية البث، لكنني على ثقة أن حماس الأخ عابد ومكونات شخصيته التي هي ليست بعيدة عن الحوش الإبداعي ستجعل من قناة الخرطوم قبلة للأنظار، وخلوني أذكركم أن تواجدها المؤثر الآن هو لشابة صغيرة عمرها شهران أو يزيد قليلاً، يعني لسه في (اللفة) الدائرة، أقوله إننا وحتى نخرج من حالة التسطيح- التي هي من بنات أفكار أفراد هم للأسف وعلى غفلة من الزمان- أصبحت يدهم هي العليا في قنوات غاب عنها المبدعون الحقيقيون.. إما بسبب الانتماءات الايدلوجية أوالعلاقات الشخصية، والنفاق الذي يبدع فيه البعض أكثر من براعته في تحريك أدوات الإبداع الموكولة إليه، حتى نخرج من حالة التسطيح على قنواتنا الفضائية أن تفتح ذراعيها للمبدعين الحقيقيين، والبلد مليانة بهم، لأني ما قادرة أصدق أن بلد الطيب صالح، وعبد الله الطيب، وعلى المك، والتجاني يوسف بشير، والهادي آدم، وإدريس جماع، وعلي شمو، وحمدي بدر الدين، وحمدي بولاد، وعلم الدين حامد، وليلى المغربي، يمكن أن تقدم مثل هذا (الهردبيس). كلمة عزيزه: المذيعة عواطف التي قدمت لقاء فنياً في الفضائية السودانية مع فنان شاب كادت أن تصيبني بالشلل، لجمود كلماتها، وبرود تعبيراتها، وشعرت بأنها تقدم البرنامج وهي تحس بتلبك معوي يابتنا فكيها شوية!!. كلمة أعز: سقوط النيل الأزرق هذا العيد كفيل بأن يجعلها تعيد حساباتها!!.