زارتني زوجة صديق لي يدعى(ب) وكان قد اختفى مني فترة لم أعلم عنه شيئاً، فقالت هو بخير ويسلم عليك ويطلب منك الدعاء، هو الآن مسجون بسجن أم درمان في قضية شيك طائر وقد أرسلني لك طالباً المخرج من الله عز وجل والنصيحة منكم.. قالت ضَمن بعض أصحابه في معاملة بالبنك وأودع شيكاً بلا رصيد مما دفع البنك بالمطالبة بحقوقه بقضية سجن بسببها (ب). وقد تركنا أنا والثلاث بنات الصغيرات في ظروف لا يعلمها إلا الله وأن المنزل بالإيجار ولولا مساعدة الأقرباء لذهبنا إلى الشارع، فقلت ما أجمل وما أعظم تكافلنا نحن السودانيين ووقوفنا مع بعضنا البعض وقت الشدة في زمن يتنكر لك فيه أقرب الأقربين.. ولكن نحن بالسودان بألف خير والحمد لله. قلت لها دعيني أخاطبه بالتيلفون لأخبره وأشجعه على التوكل على الله وأن يتوب توبة نصوحة من هذه الأفعال المستهترة حتى لا يضيع نفسه وأسرته، فقال: تبت لله والله لن أقدم على فعل مثلها أبداً، ولن أحمل دفتر شيكات من بعد اليوم أبداً.. فقلت واظب على صلاتك واقرأ سورة يسن الشريفة دبر كل صلاة، فقارئها صباحاً لا يزال في فرح حتى يمسى.. وقارئها مساء لا يزال في فرح حتى يصبح.. داوم على ذلك. بعد فترة قصيرة صار صاحبنا شيخاً على الجماعة داخل السجن.. يصلي بهم إماماً وينادونه (مولانا). والحمد لله قد جاء الفرج من الله عز وجل وتكفل أحد أقربائه بالسعودية بدفع المبلغ المطلوب منه، على أن يجدوله له بطريقة مريحة تضمن له حقوقه وتضمن لصاحبنا سهولة الدفع حتى ولو اشتغل باليومية. أخي القاريء: قوِ صلتك مع الله عز وجل واطلب منه العون والمساعدة والمخرج لأي ورطة أو ظروف ألمت بك ولا تقنط من رحمة الله فلنقبل جميعنا على الله ونتقيه حقاً، فإنه يقول في الحديث القدسي (من أتاني ماشياً أتيته هرولة).. وقد صدق عندما قال في كتابه الكريم: (... ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً) سورة الطلاق الآية (2).