كنت ضيفاً منتصف نهار أمس على تلفزيون السودان ضمن مجموعة اختارها التلفزيون بالتنسيق مع مؤسسة القدس الدولية في بداية حملة الأقصى (2010م) التي تنطلق تحت شعار.. بادر.. الأقصى في «خطر» وقد تشرفت كثيراً بأن كان الضيوف المشاركون في المؤتمر الصحفي المشترك لمؤسسة القدس الدولية المنطلق من أكثر من عاصمة عربية، هم السيد الإمام الصادق المهدي، والدكتور قطبي المهدي رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس في السودان، والأستاذ عثمان البشير الكباشي وزير التوجيه والأوقاف بولاية الخرطوم والدكتور مضوي الترابي السياسي والباحث والمحلل السياسي المعروف والأستاذ جمال الوالي عضو المجلس الوطني ورئيس نادي المريخ. قدم المشاركون رؤية تحليلية وتاريخية للقضية الفلسطينية ومستقبل الحل في ظل الأوضاع الإسلامية والعربية القائمة الآن، وطرح السيد الإمام الصادق المهدي مجموعة من الموجهات والأفكار التي تجعل القضية ماثلة و قائمة في الأذهان والأفئدة ومقيمة في الوجدان الإنساني.. وجاء من ضمن طرحه مبادرة مهمة يمكن أن تحدث أثراً فاعلاً يدعم السند المعنوي القائم أصلاً لقضية فلسطين وهي المبادرة التي تحقق السند المادي الداعم لمواقف الشعب الفلسطيني بأن يسهم كل مواطن سوداني بمبلغ (دولارين) فقط في العام ليمتد الفعل إلى بقية أقطار العالمين الإسلامي والعربي ليتحقق بعض ما نريده لدعم هذه القضية.. وبادر الأستاذ عثمان الكباشي بإنشاء وقف ضخم باسم الأقصى في السودان يكون نموذجاً يحتذى في بقية المدن والأقطار الأخرى. وحدثت مداخلات ثرة ومفيدة وشارك زعماء وقادة ونواب في البرلمان من لبنان في هذا المؤتمر الصحفي الحي الذي يناقش قضية حية.. وكان للدكتور قطبي المهدي والدكتور مضوي الترابي إسهامهما المقدر في الرؤى والأفكار والحلول. سألتني المذيعة الذكية اللبقة عما تنادي به النخبة الإسرائيلية اليمينية وهو إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات، فقلت لها إن هذه أحلام مستحيلة التحقيق لأنها مناقضة للمنطق والواقع، ومناقضة لحقائق الجغرافيا والتاريخ وعلوم السياسة والمنطق والإجتماع، إذ أن مقومات الدولة المعروفة هي (الأرض والشعب والنظام) وإسرائيل نظام بلا أرض أو شعب.. والشعب الإسرائيلي الحالي هو شعب (مستورد).. وقلت إن إحدى أكبر معوقات حل القضية الفلسطينية هو أن الكثير من الأنظمة الحاكمة لا تعبّر عن شعوبها، بل تعبّر عن مصالحها ومصالح الغير.. لم أقل إنها أنظمة مستوردة وأن أوشكت أن أقول بذلك. هنا تحضرني طرفة ذكية عن زعيم عربي مريض تقرر أن ينقل إلى الخارج للعلاج فقال له المقربون أن يقدم خطاباً يودع فيه الشعب.. فتساءل بدهشة: «لماذا هل سيسافر الشعب؟».