الكتاب خير جليس.. فالكتاب يعطيك المعلومة.. وإن لم يعطك معلومة لا يضرك.. لذلك هو خير جليس.. وعندما نزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم قال له إقرأ.. ما ساقني لسرد هذه المقدمة.. هو أنني كنت في يوم الاثنين الموافق 12/12/2011م.. أباشر عملي بقسم الكمبيوتر بالصحيفة.. فإذا بالأستاذ عبد العظيم صالح مدير التحرير.. يدخل علينا.. ويدعونا لحضور ندوة يقيمها منبر آخر لحظة.. بالتعاون مع الجمعية السودانية للمكتبات.. وهم يستعدون لانعقاد المؤتمر ال«22» للاتحاد العربي للمكتبات الذي يستضيفه السودان في الفترة من 18 وحتى 24 ديسمبر الجاري وهو أهل لذلك.. وقلت له: أنا سوف أحضرها.. فوالدي «رحمة الله عليه».. كان يعمل في مكتبة الهندسة بجامعة الخرطوم.. وهذا كل ما كنت أعرفه عن عمل أبي رحمه الله. فوجدت روحي تسبق قدميّ لمكان الندوة.. وأنا أمني نفسي بأن أجد.. والدي «رحمة الله عليه» بينهم.. وقد كان.. فقد وجدته في أعضاء الجمعية السودانية للمكتبات الذين كانوا حضوراً.. وجدته في علمهم الغزير عن المكتبات والتعامل مع التوثيق والمعلومات.. ذهبت هذه الندوة ولم اصطحب معي ورقة أو قلماً.. لأنني أحضرها بروح أبي «رحمة الله عليه».. وبجسدي.. الذي هو «هو». وبعد الندوة.. طلب الأستاذ يس شوقي أن أمدهم بالسيرة الذاتية لوالدي رحمه الله.. لأنهم يوثقون للرواد في مجال المكتبات.. فأمدني مشكوراً برقم هاتف الأستاذ عمر الزين وهو تلميذ أبي رحمه الله.. حتى أستعين به في بعض المعلومات.. واتصلت عليه وقال لي سأعطيك رقم البروفيسور قاسم عثمان.. لأن لديه الكثير من المعلومات.. فاتصلت به.. فمن لحظة التعريف قلت له أنا نجلاء محيي الدين خليفة.. قال لي حسبك وكفى.. فقد كان يعرف أبي رحمه الله معرفة لصيقة.. وأمدني بما لم أكن أعرفه عن والدي رحمه الله.. الذي كان يعمل أصلاً بقسم التزويد بالمكتبة المركزية بجامعة الخرطوم.. قبل عمله بمكتبة الهندسة التي انتدب لها عامين فقط.. وبعد ذلك عاد لقسم التزويد بالمكتبة المركزية جامعة الخرطوم حتى وفاته في العام 1985م. شكراً للصدفة التي جمعتني بكم أعضاء الجمعية السودانية للمكتبات.. شكراً جميلاً لكم وأنتم توثقون لروادكم في هذا المجال.. وأجزله للأستاذ عمر الزين.. وكل الشكر للبروفيسور قاسم عثمان النور.. وكل الاحترام والتقدير مني للأستاذ مصطفى أبو العزائم.. رئيس التحرير.. والأستاذ عبد العظيم صالح.. مدير التحرير.. وأنتم تنشرون سيرة والدي الذاتية عبر صحيفتكم آخر لحظة «العروسة» المقروءة.. ولك الرحمة أبي والمغفرة بعدد حروف الكتب التي تعاملت معها.. فقد كانت صديقتك.. والصديق الحق يرحم صديقه.