إلى متى ندفن رؤوسنا في الرمال ونحن نشاهد ونستمع إلى التفلتات غير الأخلاقية التي تسود المشهد الفني من بعض المنتسبين إليه من سلوك مشين وجرائم تقع تحت طائلة القانون، لذلك يظل السؤال القائم لماذا نتستر على مثل هذه الأعمال الفاضحة والمسيئة للمجتمع ولرسالة الفن من بعض الصبية أصحاب الشعور المفلفلة (أولاد ميكي) الذين يعتقدون بأن الفن لعب ولهو ولا يملكون أى رسالة أو مشروع فني، فكل همهم ينصب في كسب الأموال وامتطاء أحدث أنواع السيارات الفارهة، والمصيبة الأكبر الإساءة للمجتمع واللعب بعقول وقلوب الفتيات خاصة وأن تأثير المغني على من حوله كبير ويجرهم إلى تعاطي المخدرات والخمور وهتك الأعراض عن غير وعي منهم، فكل همهم ينصب في التقرب والتودد من ذاك النجم الغنائي عديم الأخلاق ومحاكاته وأبسط ما نصفه به أنه مرض يتفشى في المجتمع بصورة كارثية ويدمر أبناءنا وبناتنا وأخواننا وأخواتنا، ومن واجبنا أن نستأصل هذا المرض ونقتلعه من جسد شعبنا الذي عرف بالسلوك القويم، والأهم من كل ذلك تنفيذ شرائع ديننا الحنيف حتى يتعافى مجتمعنا، لذلك لا أرى أي غضاضة من التشهير بكل مغنٍ عديم أخلاق يدمر عقول أبنائنا ويتلاعب بقلوب فتياتنا وينتهك عذريتهن حتى يكون عبرة يتغط منها زملاؤه ويتجهوا لتجويد أعمالهم الغنائية بدلاً من تدمير المجتمع، وأنا هنا بالطبع لا أقصد كل المطربين الشباب ولكن أقصد البعض منهم عديمي الأخلاق وأصحاب السوابق الأخلاقية المتكررة مثل أولئك الأخوين اللذين وجدا مساحة وانتشاراً واسعاً كأصوات جميلة ومبشرة بمستقبل كبير، ولكن بئس المستقبل الذي تنعدم فيه الأخلاق والقيم ويسوده الانحراف بشتى أنواعه وضروبه المختلفة بصور كارثية، فالشقيقان صاحبا الصوت الطروب يتحليان بمواهب أخرى منها محاربة الأخلاق والقيم والتقوقع في براثن الرذيلة، فالأخ الأصغر ألقيّ القبض عليه في جريمة أخلاقية وبعده بأيام تم القبض على شقيقه بتهمة السُكر التي ظلت صديقة له لفترات طويلة وجلد بسببها مرات ومرات ولكنه لم يرتدع، فهل مثل هذين نعقد عليهما الآمال ليكونا مستقبلاً للأغنية السودانية، وليذهب الغناء في السودان إلى مزبلة التاريخ إذا أصبح يهدد ويدمر المجتمع بدلاً من التطرق لمشاكله وعلاته، فمتى يا مجلس المهن الموسيقية والمسرحية تفعّل القوانين الرادعة لأمثال هؤلاء أصحاب العقول الخربة والإيمان الضعيف، الذين يشوهون مجتمعنا يوماً بعد يوم، وإذا لم يتحرك المجلس لردعهم فأقلامنا كفيلة بردعهم وكشف جرائمهم والتشهير بهم بعيداً عن التستر حفاظاً على المجتمع. ü حاجة أخيرة ظللنا نتساءل كثيراً عن السر وراء اختفاء نجمة الغناء النسائي الفنانة هاجر كباشي، وبحثنا في كل الطرق عنها ولم نجدها حتى خيل إلينا بأنها اعتزلت الغناء وأصبحت سيدة أعمال، ولكن خسارة كبيرة أن تضيع موهبة غنائية بحجم هاجر كباشي بقلة وعيها وإدراكها الفني حتى كادت تصبح نسياً منسياً وهزمت مشروعها الفني بتخبط وعشوائية كبيرة.