طالب الباحث الإستراتيجي في الشأن الإسرائيلي محمد حسب الرسول الحكومة بضرورة إعادة النظر في سياستها الخارجية في ظل المتغيرات التي طرأت على العالم العربي والأفريقي، وشدد على أهمية إعداد إستراتيجية جديدة في التعامل مع دولة الجنوبالجديدة، ترتكز على بناء المصالح الاقتصادية والسياسية المشتركة وحشد الوجود العربي في الجنوب من أجل إحداث التوازن المطلوب لعلاقاته الخارجية بهدف حماية الأمن القومي العربي من الخطر الإسرائيلي. ووصف حسب الرسول زيارة رئيس دولة الجنوب الفريق أول سلفاكير ميارديت الأخيرة لتل أبيب، بأنها رسالة شكر من الحركة الشعبية للكيان الصهيوني على مساندته ودعمه لها إبان مراحل حربها مع السودان، مبيناً أن الزيارة لها عدة رسائل منها رغبة الجنوب في دعم إسرائيل له اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً لمواجهة التحديات التي تعترض حكم الحركة الشعبية في الجنوب، وأكد الباحث أن إسرائيل تسعى للسيطرة على الجنوب والاستفادة من موقعه الإستراتيجي في القارة لحماية الأمن القومي الإسرائيلي، موضحاً أن الجنوب حاضر في الذهن الإسرائيلي منذ العام 1899م إبان طرحه في المؤتمر الصهيوني الأول كموطن لها ضمن (3) خيارات، والذي قال إنه استبعد لاعتبارات تتصل بضمان نجاح قيام دولة إسرائيل، بيد أنه ذكر أن السودان ظل حاضراً في العقل الصهيوني لارتباطه الوثيق بالمصالح الاقتصادية للكيان وخاصة فيما يتعلق بموقعه الإستراتيجي الرابط بين جنوب وشمال الصحراء، بجانب موارد المياه وإطلالته على البحر الأحمر الذي وصفه برئة إسرائيل، وكشف حسب الرسول عن قيام مصر في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بتصدير مياه النيل لإسرائيل عبر إنشاء أمبوب كامل وقناة سميت بمشروع السلام، والذي قال إن الأنابيب وصلت حتى سيناء لتضخ المياه بارتفاع 90 متراً لتتدفق إلى إسرائيل. واستبعد الخبير الإستراتيجي إقدام إسرائيل على خطوة مماثلة مع الجنوب بخصوص نقل المياه في الظروف الحالية، مشيراً إلى التحولات الكبيرة التي طرأت على العالم العربي والأفريقي وثورات الربيع التي غيّرت العديد من الأنظمة الموالية لإسرائيل في المنطقة، بجانب صعود ما أسماه بالتيارات الإسلامية على سدة الحكم، الأمر الذي أكد أنه يصعب من مهمتها في القارة الأفريقية.