تواصل سقوط أهل الإبداع في بلادي جراء المرض اللعين ولم يجدوا بالرغم من عطائهم الطويل والثر من مؤسسات الدولة المعنية برعايتهم والوقوف بجانبهم سوى الإهمال ثم الإهمال المتعاظم حتى رسخ في مفهومنا بأننا دولة لا تقدر الإبداع والمبدعين ولا نحتفي بهم، مع العلم بأننا لا ننسى الوقفات المشرفة للسيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير برعاية المبدعين ولم يتوقف عند ذلك وأعلن في دورته الرئاسية الجديدة قيام وزارة خاصة بالثقافة، وأوفى بوعده كالعهد به دوماً، كما أننا لا ننسى أو نتناسى المواقف المشرفة للسيد نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه الذي لُقِبَ براعي المبدعين بتلمسه لأوجاعهم والوقوف على مشاكلهم بنفسه رغم مشاغله الكثيرة، ولكن الأهم من كل ذلك أين دور وزارة الثقافة الإتحادية في هذا الإتجاه مع إننا نحفظ لوزيرها الأستاذ السمؤال خلف الله رعايته لعدد من المبدعين وزيارته لهم ودعمهم، ولكن أي دعم هذا الذي لا يشفى مرضا ولا يسد الرمق..!! فمع إحترامنا الكامل لمجهوداته إلا أن دعمه للمبدعين طريحي الفراش ضعيف جداً ولا نود هنا إلقاء كل اللوم عليه لأننا لا نعرف حجم الميزانية المحددة له من زارة المالية والمنفقة على شتى دروب الإبداع، ولكن ما يعنينا ويهمنا هنا ضعف الميزانية الموجهة لرعاية المبدعين من قبل الوزارة، فهل هي خارج أولويات عملها أم أن هذه المسئولية ملقاه على عاتق صندوق رعاية المبدعين الحاضر الغائب والذى تدور حوله الكثير من الشبهات ويذكر مديره اللواء معاش الخير عبد الجليل بأنه لا يجد أي دعم من الدولة لتفعيل دور هذا الصندوق حتى تأكد للمبدعين أن (صندوق الخير لا خير فيه) وإبتعدوا عنه تماماً ولا يعرفون عنه شيئاً، وأنا شخصياً وللأمانة لا أعرف أن كان هذا الصندوق يعمل أم لا، لأنني لا أحس أو أشعر به مطلقاً في أرض الواقع.. سقت هذه المقدمة الطويلة والتي اختصرتها كثيراً لأنني لامست الكثير من آلآم وأوجاع المبدعين ومعاناتهم من ويلات المرض مكبلين ومقيدين بضيق ذات اليد وقلوبهم وعيونهم تنزف الدماء قبل الدموع جراء تجاهلهم برغم ما قدموه لهذا الوطن من عطاء إمتد لعشرات السنين ولكن لم يجدوا مفراً من الإهمال والتجاهل وأصبحت الأوجاع والأمراض صديقة لهم لا تبارحهم ولو إلى حين، ولا يخفى على أحد عدد المبدعين الذين تساقطوا تباعاً في الفترات الماضية ولكن ما ساقني لكتابة هذه السطور والألم يعتصر قلبي هي المأساة التي يمر بها أحد أهل الإبداع ولا أحد يسأل أو يعرف عنه شيئاً وهو الإذاعي والدرامي الرقم الأستاذ دفع الله أحمد البشير الذي قدم سنين طويلة من العطاء الثر والممتد بسجل حافل بالإنجازات والبرامج المميزة خاصة في مجال الدراما الإذاعية ، وساهم في تقديم برنامج (النادي الدولي) الذي يعتبر الأول في تقديم الأغاني وقدم العديد من الحلقات التوثيقية بقراءته المدهشة لعدد من المبدعين ورموز المجتمع وختمهما مسكاً بقراءة السيرة الذاتية للسيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير والتي تناولت مولده وتعليمه وتدرجه الوظيفي حتى قدوم الإنقاذ، وكان له دور كبير في رفع إسم المبدع السوداني عالياً في دولة الإمارات العربية المتحدة وأخرج العديد من المسرحيات هناك وحصد عددا من الجوائز بأيام الشارقة المسرحية، وتقلد عددا من المناصب منها مديراً لإذاعة الفاشر لثماني سنوات وبعدها تقلد زمام إدارة إذاعة غرب كردفان منذ العام 2003م وحتى الآن، ولكنه ظل طريح الفراش الأبيض لأكثر من عام يعاني من إرتفاع ضغط الدم الحاد وضعف في عضلة القلب وإنسداد الشرايين التاجية، وقرر له الأطباء إجراء عملية جراحية منذ فترة طويلة ولكن ضيق ذات اليد حرمه من نعمة الشفاء حيث تبلغ تكلفة العملية (14) ألف دولار، وهو وأسرته الآن في حيرة من أمرهم وعفت نفسه العفيفة عن السؤال والتطرق لحالته الصحية المتدهورة وطلب العون إلا بعد الحاح شديد من المقربين وأصحاب القلم .. فمن ينقذ الإذاعي والدرامي الرقم الأستاذ دفع الله أحمد البشير من ويلات المرض اللعين والدعوة مفتوحة لكل مؤسسات الدولة ورجال الأعمال للمساهمة في العلاج، ونخص الأستاذ السمؤال خلف الله الذي ظل يتصل به بإستمرار وكذلك السادة والي شمال دارفور السيد عثمان محمد يوسف كبر والسيد أحمد هارون والي ولاية جنوب كردفان التي يتقلد الأستاذ دفع الله منصب مديرها حتى هذه اللحظة..فهل من مجيب؟