للباشكاتب محمد الأمين رائعة من روائع الغناء السوداني النظيف خمسة سنين عاشهم الحب وهي من عيون الغناء السوداني الذي تاه في لجة الانحدار والسقوط وبلغ مرحلة «الشريف مبسوط مني» و «الغالي بغلاتو» وشريط حزين للفن السوداني الذي كان يكتب حروفه فضل الله محمد والطاهر إبراهيم وبلبل الغرب المغرد يصدح بخمسة سنين طويلة بعدًّها ليلة ليلة!! خمسة سنوات من العطاء البازخ لشباب ملأوا الدنيا وشغلوا الناس.. شباب (آخر لحظة) أكبرهم سناً كان الراحل حسن ساتي وقد تخطفه الموت سراعاً في لجة محنة الناجحين مضى كالبرق مع جعفر عطا المنان وأضحى المايوي أنيق العبارة طاعم الدسم علي فقيري عبادي كبيراً لأسرة (آخر لحظة) يحلل عقدها ويساهم مع الصديقي المبدع أخي مصطفى أبو العزائم الذي لا تكتشف قيمته إلا عند الشدائد والمحن ونائبات الزمان ومثل هؤلاء الأصدقاء في كفة وأصدقاء الغفلة والمصلحة في كفة أخرى.. جئت ل (آخر لحظة) من مدارس أخرى من الوان الخير والجمال (درًّبنا) حسين خوجلي على أن تقول كلمتك وتذهب.. أكتب فأن الصمت لم يحن موعده بعد.. حسين الصحافي الوحيد الذي (لا يغير) من الصحافيين العاملين في صحيفته ....تستطيع الدخول على مصطفى أبو العزائم من نافذة الأدب فتجد عنده من حسين خوجلي بعض الملامح والشبه.. من نافذة المهنية والصحافة الكادحة تجد لود أبو العزائم تاريخ وتجربة تجعله من رؤساء التحرير القادمين من صلب مهنة الصحافة.. فالأخ مصطفى مثل اللاعب الأم درماني الذي عركته مباريات حواري أبو روف أو الرميلة وروى بعرقه دار الرياضة بأم درمان. في أول أيامي بالصحيفة خيرني الأخ مصطفى ما بين الانضمام لركب هيئة التحرير فآثرت الانطلاق حراً من قيود هيئة التحرير وأرق قسم الأخبار والتغطيات والحوارات ومصطفى يعلم إلتزامات النقابة وأشياء أخرى مفيدة ومرهقة فأخترت المساهمة في صحيفة جلست على قمة الصحف السودانية ولم تتنازل عنها بعد رغم أن اقتصاديات صناعة الصحافة ومداخل الربح والتجارة ليست في زيادة المطبوع أو نوافذ التوزيع فهذا السودان نسيج وحده في صناعة أشيائه الخاصة!!. آخر لحظة صحيفة ليست خارجة عن القانون ولكنها متمردة على القديم فيها الخير وما لا يقال ولكن بطريقة يقبلها الجميع.. وهي صحيفة ضد المعاجم والمفردات القديمة وضد الشعارات الهتافية وضد قوانين الطواريء تقف المدن النائمة بعبارات ناعمة.. تخوض معاركها باختياراتها هي ولا تخوض نيابة عن أحد معركة!! { آخر لحظة بيت آمن تم تأسيسه بفضل المهندس الحاج عطا المنان كمشروع ثقافي وليس مشروع اقتصادي لأغراض الكسب السريع والمهندس الحاج له في السوق خبرة وفي ضروب الاقتصاد معرفة وفي السياسة غير قليل من التضحيات وبضع مكاسب ذاتية وانتمائه الإسلامي المعلن لم يمنعه من جعل المايوي فقيري أقرب إليه من حبل الوريد والشيوعي السابق مؤمن الغالي حبيباً لنفسه . آخر لحظة قصة نجوم تألقت تحرضنا يومياً على الكتابة بطريقتنا الخاصة لا رقيب إلا الضمير ورئيس تحرير يؤمن بأن الكلمة أقوى من كل أنواع أدوات القهر ومعاول البناء ورايات التبشير!!