كانت بيني وبين وردي أفكار غنائية بعضها رأى النور، وبعضها تبخر، وبعضها عجزت أنا عن مجاراته، فمن أفكاره المدهشة إنه حتى يعتذر عن تغنيه بانشودة يا فارسنا وحارسنا، أراد أن يستفيد من اللحن في كلام وضع هو بداياته، وعجزت عن أداء المهمة، حقيقة كان الوحيد القادر على فعل ذلك هو محجوب شريف نفسه، بل إن الفكرة كانت ستروق له، وكنت على يقين بأن ذلك سيكون الخبطة.. كما إن اشتراك كاتب النص الأصلي في الفكرة الجديدة ضرورة فنية ومهنية وأخلاقية.. عندما كتبت «في جمعتين» كتحية للثورة المصرية وهي طازجة وفي أول إفراجها، وكانت الثورة حينذاك مبشرة بالكثير، سقفه على كل حال أعلى بكثير من المآلات التي نراها الآن.. كنت متحمساً جداً وفي غمرة ذلك الحماس كتبت القصيدة ونشرتها في صحيفة الجريدة.. وكان وردي في الصين.. فعرف من الجميل الهميم منتصر محمد سعيد الذي اشتهر بمحبته لوردي حتى صار منتصر وردي.. وتبتله في محرابه انني كتبت القصيدة فاتصل بي وطلب أن أسجلها له بصوتي.. ثم بعد أن استمع اليها أشار إلي مباشرة ببعض العبارات، فقلت له لا عليك تخطاها، وسيستقيم الأمر خاصة هي كانت كلمة هنا وغموض الفكرة هناك.. لا أعرف إن شرع في تلحينها أم لا،، لكن حدثني إن أعلن للناس بأنه سيقدمها في احتفال الثورة بعيدها في ميدان التحرير، وحينذاك عاود ميدان التحرير الاشتعال ولم يقدمها.. ربما لأنها لم تكتمل أو إنه لم يشرع في تلحينها، فما تابعت الأمر وما تعودت أن أسأله، فلوردي إشارات لا يعيب لك نصاً إن لم يعجبه.. وتخرج منه دون وعد بالاحتفاء بها، أما إن احتفى فهو صادق، ربما هذه مناسبة لننشر النص.. إحياءً لذكرى«وتنبراً» بأن وردي فكر في أن يغنيها بصدق ولكن.. آه من لكن هذي حين تكون جملة مفيدة .. ****** جاية من فين يارياح ياساخنة بي نار الغضب مليانة حرية وحماس والثورة بتسوي العجب في جمعتين نفذ أوامرو الشعب والباغي انسحب جاية من فين يارياح شايلة عز الليل تفاصيل الصباح جايه من التحرير قالتلى ومن شباب واعي التهب وأنا قلت أهلاً بالبشاير مصر ياعز العرب ****** جايي من فين ياغمام شايل الهتافات والنشيد ومالها أسراب الحمام باكية على حضن الشهيد وليه بقى كل الكلام الشعب.. مش حاكم يريد تستحق تعظيم سلام ياشباب عزمك حديد ثورة من أسوان لحدي اسكندريه اشتعال م الصبح حتى المغربيه الغمام قال ياسلام جايي من بلد الصمود قلت أهلاً في احترام ده شباب صحى الجدود ****** جايى من فين ياشعاع ضوك الباهر غمرنا من شباب مصري وشجاع نادى اركبوا فى قطرنا يله شيلوا كل بتاع يثري ويسبب فقرنا قلنا حاضر وانطباع ياما بالتغيير أسرنا عندنا القرشي اللى فجر ثورة اكتوبر علامه ولما في ابريل طلعنا قوم الشعب القيامة الشعاع قال في التياع .. احنا في مصر انتصرنا قلنا أهلاً بالسباع.. الريح توقد جمرنا