يسعدني أن أكتب عن عاصم البلال مرتين في «بحر» هذا الأسبوع في هذه الزاوية، والتي كما يعرف قراؤها أنها تنأى بقدر الإمكان عن الأشخاص و«شخصنة» القضايا سلباً كانت أو إيجاباً!! قال لي العمدة «هساي» ونحن نتهيأ للوضوء لصلاة العصر إن عاصماً أعطى أهلي شندي «حقه» ولم يظلم الهلال!! قلت لهساي: كنت أريد الاتصال بعاصم البلال بعد فراغي من قراءة «رواية» أجراس فجاج الأرض أول أمس التي جاءت بعنوان «قريباً من المجال الرياضي».. كنت أنوي أن أنقل إليه إعجابي الشديد بما كتب من أطروحة لا أراها من زاوية رياضية، بل درس كبير في حب الأوطان.. وحب الأوطان من الإيمان!! كنت سأحكي له ما رواه لي ابن عمتي لاعب هلال شندي السابق «عبد السلام كمبال» عن عمي رحمة الله عليه «صالح النويري»صالح النويري هذا يا عاصم هو عمي وخال عبد السلام، كان أقرب للشخصية الأسطورية أيام شبابه ومضرب مثل في الشجاعة والفروسية والإقدام،سمعنا عن بطولاته في زمان لم نولد فيه بعد!! وعندما وعينا لم أره خارج بيته، ومكان عمله سوى في مسجد «سوق الشجرة بمربع 7 شندي فوق» أو في دار النادي الأهلي!! وعندما اشتد عليه المرض وتقدم العمر اكتفى بالمسجد إلى أن لاقى ربه راضياً مرضياً بإذن الله. عبد السلام قال إن المجموعة التي كانت تتحدث عن صالح النويري لم تكن تعرف علاقته به!!.. قالوا وهم يتكلمون عن الزمن الزاهر: يا حليل التشجيع زمان!! لقد «كان» صالح النويري لا يتخلف عن أية مباراة طرفها الأهلي شندي ويختار مكانه بين مشجعي الفريق «المنافس» وفي معيته «عكاز غليظ» وظهره للميدان على «عكس» ما يفعل رواد دار الرياضة..! ويا ويل من يمس الأهلي بكلمة أو إشارة!! ضحك العمدة هساي عندما سردت له الحكاية، ولعلك تفعل الآن ومعك الآلاف من مشجعي الأهلي شندي ومحبي السودان وكل الحالمين بعودة معاني وأدب حب الأوطان والتغني بها والسمو بها فوق مدرجات «الحزبية» و«العنصرية» و«القبلية» البغيضة التي أكلت كل «طيب وجميل» في هذا الوطن!! «عاصم» فضل أهلي شندي على الهلال العاصمي.. وفضل أهلي شندي على أهلي ديم القراي وإن «وجد».. إنها القفزة النادرة والرائعة فوق الانتماءات «الضيقة» والعشائرية. واختم بذات مناشدة «الأجراس» بأن تقوم أجيال الحاضر والمستقبل بمفارقة تقليدية الإنتماء والتشجيع العاطفي إلا للوطن الكبير في أي محفل كان من محافل الحياة.