أحبتي وأحبابي وعزي وفخاري.. كل المناصير.. وبلا فرز.. ودعوني أولاً.. واليوم فينا يوم عيد.. أهديكم هذه الكلمات التي أعجبتني.. وأبهجتني.. ولا أرى أحداً يستحقها هدية ملفوفة بعلم الوطن الشامخ غيركم.. أنتم تستاهلونها.. بل أنتم من جمعتم وكتبتم حروفها.. ما أنبلكم وأنتم تضيئون مصابيح الحضارة مضيئة ساطعة ومشرقة.. وإلى الهدية.. تحت حجابي الحاجز بدأ الوطن يتشكل سمقت نخلة.. وسنبلة قمح لبن الأم.. وسحنة قوم يفترشان لساني هما أصل الوعي ورسم بناني أترابي بلون القمح.. وصمت الصحراء في أعماقي يجري النيل فيما بعد أدركت أن الوطن كبير أكبر من ذاتي وحقل نخيل *** وطن يناديني بألف لسان رسمت الوطن.. نيل وإنسان قبضت الكف.. نصبت الساعد هتفت وطني.. مجموع الأوطان.. كباشي العوض مختار من ديوان «أحلام الآن- آمال الغد» أحبتي المناصير.. وهل أمد اليد مصافحاً ومهنئاً بنصركم الغالي المؤزر أم أهنيء نفسي.. أم أهنيء وطني.. ذاك الذي أنجبت بطنه هذه الكوكبة المضيئة.. التي لونت السماء ببهيج الألوان.. أم أهتف مع ود المكي.. من غيركم يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر.. نعم كنت واثقاً أنكم لا محالة منتصرون.. فقط لأنكم راهنتم على بلوغ قلب الشمس مهما كانت لاهبة مشتعلة وحارقة.. ليس مهماً ذلك.. ليس مهماً أبداً انبلاج الفجر بعد عتمة ليل طال وتمدد.. ليس مهماً حصادكم الطيب الوفير.. ليس مهماً تطبيق كل بنود الاتفاقية.. ليس مهماً كل ذلك.. المهم هو أنكم.. أضفتم لسفر تاريخ السودان صفحة مكتوبة بالضياء.. ترقد في فخر وتيه مع صفحة أكتوبر تلك الفريدة التي علمت الدنيا.. أن شعب السودان قد أزاح دكتاتورية غاشمة.. شرسة مدججة بالسلاح.. فقط بالهتاف.. وقبضات الثوار.. والسلاح فقط كان فروع أشجار النيم.. ترقد صفحتكم في إخاء مع صفحة أمة السودان.. وهي تطيح بمواكب الثوار بمايو.. لله دركم.. ها أنتم تتفوقون على شعوب الدنيا.. وكل العواصم المغسولة شوارعها بالجليد.. تلك التي تشع حضارة وتضاء منها مشاعل العرفان.. شكراً لكم وأنتم «تخترعون» سلاحاً حضارياً متحضراً.. سلمياً اسمه سلاح الاعتصام.. ما لان صفكم ولا انكسر.. شكراً لوحدتكم التي أدهشت حتى الذي لا يملك ماعوناً للدهشة.. شكراً لصبركم.. شكراً لتلاحمكم.. شكراً لشيوخكم.. لكهولكم.. لصبيانكم.. لنسائكم.. لصباياكم.. لأطفالكم وأنتم تهبون الوطن طريقاً يقود الناس كل الناس إلى قلب الحق.. شكراً لكم وليته يكون تمريناً ديمقراطياً ساطعاً وصادقاً.. ومثمراً.. ليتنا نتعلم منكم.. ليت الحكومة تعرف أن هذا الشعب خلاق بديع ومدهش.. ليتني كنت بينكم.. وأنتم تفضون الاعتصام.. حتى أرى عيونكم تتألق بذاك البريق الرهيب.. بريق النصر.. السلمي والذي هو أكثر إثماراً من أي دخان.. ليتني كنت وسطكم.. لأشد على أيديكم فرداً فرداً.. وآه من يا ريت.. ويا ريت ما بتنفع.. ثم لكم خالص التحايا.. من قلم لم يساهم حتى بجهد المقل.. ولكم سلامي..