خرج الهلال بجملة من الإيجابيات والسلبيات من تجربته الودية التي خضع لها أمس الأول أمام ضيفه منتخب مقاطعة برازيليا قبل توجهه بعد غد الأربعاء إلى بانقي العاصمة الآفروأوسطية لمواجهة بطلها دي.إف.سي في ذهاب الدور الأول لبطولة الرابطة الأفريقية الأحد المقبل،حيث دفع الإطار الفني بتشكيل غلب عليه عنصر الشباب المتمثل في محمد عبد الرحمن،أيمن عبد الرحمن،محمد عبدالعاطي،والعائدين إصابات نحو القائد هيثم مصطفى والمعلم عمر بخيت،بجانب البدلاء جمعة جينارو،جمعة علي،معتز رابح،عبد اللطيف بويا وبكري المدينة،فيما استعان ببعض عناصره الأساسية«بشه،مدثر كاريكا،أتوبونغ،إدوارد سادومبا» الجاهزة بدنياً وفنياً على مدار الحصة الثانية، محتفظاً بها في جو التنافس وحرارة المباريات من العيار الثقيل.. وفي الوقت نفسه بعيداً عن الإرهاق،فيما عاد المدافع المالي باري ديمبا للظهور بعد تلقيه وعداً قاطعاً بحل مشكلة استحقاقاته المادية طرف النادي،وبهذا يكون المدرب قد وقف على مستوى غالبية أعضاء فريقه بدنيا وفنيا ونفسيا من خلال ما أبدوه من آداء وعطاء وأعطى الفرصة كاملة ورسخ لنفسه فكرته ورأيه بشأن اللاعبين للفريق الذي يتولى قيادته في الموسم الأول..وربما كرّس السيد دييغو غارزيتو فكرته المناوئة ورؤيته السالبة بحق المدافع معتز رابح الذي يخسر رهانه مع المدرب كلما أتاح له فرصة المشاركة يخفق في استثمارها وتعديل الصورة المقلوبة المرسومة في ذاكرة مدربه ويثبت له الحقيقة التي ذهب إليها بأنه لاعب أقل من قامة الهلال بما قدمه من عشوائية وارتجالية في الآداء وعدم القيام بمتطلبات الوظيفة التي لعب فيها بالمقلوب«طرف شمال»وهو المتخصص في اليمين التي فشل فيها أيضاً في المباراة التنافسية الأخيرة أمام جزيرة الفيل قبل أربع وعشرين ساعة..كان بطئ الحركة ..غير قادر على الطلوع والنزول حسب مسار الكرة..ضعيف في الاستلام والتمرير والتغطية..ولم يبد شيئاً من المهارة الفنية..أما جمعة علي لم يقدم هو الآخر ما يقنع أو يلفت النظر إليه كوافد جديد يرجى من الإضافة النوعية وإن كان أفضل من حيث الثبات وعدم تهيب التجربة..وعموماً لم يكن هذا الخط منسجماً ومتناسقاً في وجود الثنائي بجانب الشباب محمد عبد العاطي،وتحسن نسبياً برجوع ديمبا بتغيير للمدرب داخل الملعب..ومن ناحيته فشل الطاهر حماد في تقديم نفسه للمدرب كمهاجم مقنع ولم يستفد من قوة الدفع الجماهيرية التي ظلت تسانده وتطالب بمنحه الفرصة ولم يعزز هو ثقته بنفسه،إذ ظل يؤكد على أنه مهاجم كبير وصاحب سيرة جيدة عل الصعيدين المحلي والأفريقي،ولكنه يظهر عكس ذلك عندما يلعب في تشكيلة الفرنسي،وتجربة برازيليا شاهد إثبات عليه..لم يقدم ما يشفع له أو يقنع به حتى نفسه، ولكن هذا لا يمنعنا من الاحتفاظ له بحقه كونه مهاجم جيد صاحب تأريخ ويملك مواصفات المهاجمين المهابين والأقوياء...! ...ربما كانت عودة عمر بخيت أكبر المكاسب بعد غياب دام طويلا للاعب المحوري المنضبط داخل وخارج الملعب، معلناً نهاية رحلته مع الإصابة التي أقعدته لأكثر من شهرين ليترك فراغاً عريضاً في الوسط ويفرض على المدرب انتهاج أساليب جديدة وعناصر أخرى..وبعودته يضع ورقة مهمة بيد المدير الفني ربما تعيد صياغة الأمور الفنية وتطيح ببعض العناصر...! ...ولمزيد من التجريب والوصول لمستوى الجاهزية ظهر هيثم مصطفى للمرة الثانية خلال أربع وعشرين ساعة في قيادة الأزرق وبذلك تطوي صفحة الجفاء بينه والمدرب،وجاءت مشاركته إيجابية قياساً على غيابه عن الجولات الثلاث الأولى من الدوري وأصبح قريباً من استعادة مركزه الطبيعي في قيادة فريقه كعنصر أساسي. ....ومن الإشراقات قطع الزيمبابوي ادوارد سادومبا الشك باليقين أنه مهاجم يجيد لغة الأهداف وإعادة الأمور إلى نصابها في وقت وهو يدرك التعادل في الزمن المبدد ليعيد نصف بسمة للجماهير التي كانت تمني النفس بالفوز في التجربة التي لم يتعامل معها لاعبيها بجديه عكس الضيوف،فيما أكد ساسا أنه يطبق لغة الاحتراف ودياً ورسمياً. ...أما الثنائي كاريكا واتوبونغ فقد لعبا على الواقف خوفا من الإرهاق بعد المجهود المقدر في مناسبة الدوري،فيما كان بكري المدينة متوتراً ومال للمخاشنة مع البرازيليين،واكتفى لاعب الوسط نزار حامد بالركض بالكرة وعدم التعاون مع رفاقه في الوسط والهجوم. ...عموماً المناسبة خرجت بعدة مؤشرات ومعطيات من شأنها إفادة الجهاز الفني الساعي إلى الوصول لصورة متماسكة لفريقه يقدمها في بطولة الرابطة الأفريقية التي يعمل للذهاب فيها بعيداً...!