عقدت الأمانة العامة لديوان الزكاة بالتعاون مع صحيفة آخر لحظة منبراً دورياً بهدف تقييم أنشطة الديوان ودور الإعلام في تناول قضايا الزكاة بمقر المركز القومي للإنتاج الإعلامي بحضور قادة الديوان وعدد من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة. ابتدر الحديث الأستاذ مصطفى أبو العزائم رئيس تحرير صحيفة آخر لحظة معدداً أنشطة الإعلام في عكس وإبراز دور ديوان الزكاة باعتباره ركيزة مهمة في تعزيز قيم المجتمع ونبذ الفقر، وأمن على أن ما ينشر في الصحف يجد الاستجابة الفورية من قبل الديوان، مشيراً إلى أن الصحف هي التي تنقل الأخبار وتتقبل الرأي المطروح في هذا الشأن تقييماً وتقويماً لأنشطة الزكاة، وامتدح مصطفى ديوان الزكاة الذي قال إنه مؤسسة اجتماعية تجد في الصحافة الرضا لدورها الرائد في حل قضايا المجتمع، منوهاً إلى أن الإعلام بشكل عام يقوم برصد نشاط الديوان ويبصر الجهات الأكثر حاجة في تقديم العون، مضيفاً أن هناك حالات فردية مهمة، بجانب أنها تلعب دور المساعد لديوان الزكاة للوصول لمن يحتاجون لهذا التكافل باعتبار أنه واجب على المجتمع، كما أوصى رئيس تحرير صحيفة آخر لحظة على ضرورة خلق شراكة ذكية بين الديوان والأجهزة الإعلامية، إلى جانب إصدار نشرة أسبوعية أو يومية يعكس الديوان أنشطته المختلفة من خلالها، بالإضافة إلى أن يتخذ الديوان عدداً من الصحفيين لكسب معارف وخبرات من خلال المحاضرات والندوات كأنما هم جزء من ديوان الزكاة، وطالب بوجود مجلس استشاري لعدد من المختصين للمتابعة ووضع خطط للتنفيذ، كما دعا إلى أهمية إنتاج برامج إذاعية وتلفزيونية أسبوعية يستفاد منها في عكس أنشطة الديوان بصفة عامة. دور الإتصال في التوعية بشعيرة الزكاة من جانبه أعد دكتور ياسر يوسف عبد الكريم عميد كلية الإعلام بجامعة أم درمان الإسلامية، أعد ورقة بعنوان دور الاتصال في التوعية بشعيرة الزكاة..جاءت كمايلي:- عميد كلية الإعلام جامعة أم درمان الإسلامية دور الاتصال في التوعية بشعيرة الزكاة- الراديو والتلفزيون كأنموذج ورقة من إعداد: ياسر يوسف عوض الكريم أصبحت وسائل الاتصال والإعلام على درجة عالية من الفاعلية والمعاصرة، ولم تعد أدوات لنقل المعلومات فقط، ولكنها أصبحت تمتلك قدرة توجيه الأفراد والجماعات والرأي العام بصورة أشمل وتشكيل مواقفهم الفكرية والاجتماعية والسياسية وغيرها، ولم يعد الأمر بحاجة إلى التأكيد على الأهمية البالغة والمكانة الكبيرة التي يحتلها الإعلام في المجتمع المعاصر، وذلك بعد أن أصبح النشاط الاتصالي جزءاً رئيساً من الحياة اليومية للأفراد والجماعات المختلفة، وشريان الحياة في المجتمع البشري، وتتضاعف مكانة الإعلام المعاصر بعد أن حملت لنا الاكتشافات الحديثة والبحوث المعاصرة معطيات تقنية، ووسائل الكترونية، وإمكانات إعلامية لم تتح للأجيال السابقة، وهذه الفنون والأساليب الحديثة إذا أحسن توظيفها، فإنها سوف تسهم في تحقيق النماء والاستقرار الفكري والاجتماعي الذي يتوفر في رسالة الإسلام الخالدة بما تحمله من قيم فاضلة تصلح لكل زمان ومكان. والهدف الإستراتيجي للإعلام في المنظور الإسلامي أولاً وقبل كل شيء- بناء الإنسان، لأن الإنسان هو الهدف والغاية التي يتمحور حولها الخلق لعبادة الله على: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» «الذاريات: 56». ومن المؤكد أن للاتصال والإعلام بوسائله المختلفة، دوراً كبيراً في توصيل رسالة الإسلام وقيمه السامية وإبلاغها بما يتيح معرفة الناس بها ومن ثم قناعتهم بالمباديء التي تتضمنها تلك الرسالة. ويقوم الإعلام الدعوي على أصول راسخة وقواعد ثابتة، لأنه يستقي منهجه من القرآن الكريم، ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الإعلام والتأثير. وبفضل هذا المنهج استطاعت رسالة الإسلام الانتشار على مساحة واسعة من الأرض، وتمكنت من التأثير في الجماهير التي تقطن فوق هذه الأجزاء من العالم شرقاً وغرباً، وبسطت نفوذها في العديد من الأماكن، وبين مختلف الفئات والطوائف التي اعتنقت الإسلام بعد احتكاكهم بأهله، ومعرفتهم بأصوله. ويعتبر الإعلام عن الإسلام ركيزة أساسية من ركائز الدعوة الإسلامية، انطلاقاً مما ورد في كتاب الله الذي يؤكد على فريضة الدعوة، والالتزام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبلاغ والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، شريطة عدم الإعلام إلا في حدود الفهم الصحيح، والمعرفة المتعمقة بالمعلومة التي يتم إبلاغها، ومن أهم المرتكزات والمواصفات التي ينبغي أن تراعى عند صياغة الرسالة الإعلامية لتطوير الخطاب الإعلامي الدعوي ما يلي: أولاً: البساطة والوضوح في الشكل والمضمون. ثانياً: الثراء والتنوع والتطور. ثالثاً: الاعتماد على الدعوة العقلية التي تقوم على المنطق السليم وتستند إلى البرهان القوي. رابعاً: الدعوة بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن. خامساً: الحوار بين الدعوة الإسلامية وأصحاب العقائد الأخرى. سادساً: التدرج المرحلي في الإعلام الدعوي. وفي ضوء هذه الحقائق، تتضح الأهداف الإستراتيجية التي يقوم عليها منهج الإعلام الدعوي، والتي يمكن تلخيصها فيما يلي: 1. إن التعريف الصحيح بالإسلام عقيدة وشريعة، يحقق الخير للجميع إذا التزموا بمعطياته، وتمسكوا بمبادئه. 2. توضيح القيم الإسلامية البناءة، التي يؤكد عليها الإسلام لتنمية المجتمع والارتقاء بأفراده في كل مكان وكل زمان. 3. تأكيد المباديء النبيلة التي يحث عليها الإسلام، لتحقيق العدل والتكافل والتضامن والخير للجميع. 4. التعريف بأحوال المسلمين، وتذكيرهم بمشاكل أخوانهم، والتحديات التي تواجههم، واقتراح الوسائل المناسبة لمساعدتهم. 5. إبراز الجوانب الإيجابية في الدول الإسلامية، وعدم الخضوع لسيطرة الإعلام الغربي، لتصحيح الاختلال الكمي والكيفي الذي يمارسه هذا الإعلام في تناوله لقضايا الأمة. 6. تفنيد الدعايات الكاذبة، الافتراءات المغرضة، التي يشنها أعداء الإسلام وخصومه، والتي تتم من خلال الأعمال الأدبية والفنية التي تصور المسلمين بشكل لا يتفق مع واقعهم، خدمة للمخططات الصهيونية والإلحادية. 7. تصحيح الصورة الذهنية الخاطئة، التي تكونت عند بعض الشعوب والجماعات عن الإسلام والمسلمين، عن طريق تقديم الواقع الحقيقي للسلوك الإسلامي الصحيح، وشرح أبعاد الفكر الإسلامي بصورة موضوعية. 8. توعية المسلمين في بلاد العالم المختلفة بدورهم في تصحيح صورة الإسلام في غير دياره، والتصدي للدعايات المغرضة، وتصحيح المفاهيم الباطلة التي يحاول أعداء الإسلام الترويج لها. الدعم الإعلامي لشعيرة الزكاة: يقول تعالى: «وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين» سورة الأنبياء الآية «73». ومن المعروف أن الزكاة كشعيرة وركيزة إسلامية تحقق الكثير من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع الإسلامي، وأن القيم التي تتوفر فيها كفيلة بحل الكثير من المشكلات التي تواجه المجتمعات من خلال إرساء التكافل بين الأفراد والجماعات، وعليه فإن الترويج لها عبر وسائل الاتصال المختلفة يضمن تحقيق أهدافها ونشرها في المجتمع والتعريف بقواعدها الشرعية والتثقيف بها جملة وتفصيلاً. التنسيق بين الوسائل الاتصالية: تؤكد الأبحاث الإعلامية أن لكل واحدة من وسائل الاتصال مقدرة خاصة على الإقناع، تزيد أو تقل عن غيرها من الوسائل الأخرى، بحسب الظروف والملابسات التي تحكم نشاط كل واحدة من هذه الوسائل، أي أن القدرات الإقناعية لمختلف الوسائل تختلف بشكل واضح من وسيلة إلى أخرى، وفقاً للموضوع الذي تعالجه، والجمهور الذي تتوجه إليه، والبيئة الاجتماعية والثقافية، إلا أن الجمع بين أكثر من وسيلة يحقق تأثيراً فاعلاً، ويضاعف عدد المزايا، ويمكن عملية الاتصال من تحقيق أهدافها، لا سيما أن كل واحدة من هذه الوسائل تتميز بقدرات خاصة وسمات تميزها عن غيرها. وهذا يعني أن نجاح عملية الاتصال الدعوي في مجال الزكاة يتوقف على حسن اختيار الوسيلة المناسبة في الوقت المناسب والظرف الاتصالي المناسب. البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي يمكن استخدامها لنشر شعيرة الزكاة: قبل أن نفصل في الأشكال البرامجية نتعرف باختصار على الخصائص التي تميز الوسيلتين الراديو والتلفزيون. خصائص الراديو: يعتبر الراديو وسيلة اتصال جماهيري مسموعة، ويعتمد على الصوت فقط، ويتميز بعدة خصائص من أهمها: 1. الانتشار الواسع. 2. الفورية والسرعة في نقل الأخبار والمعلومات. 3. تخطي حاجز الأمية ومخاطبة كافة المستويات الثقافية والتعليمية. 4. لا يحتاج للتفرغ الكامل، ويمكن الاستماع إليه بمصاحبة أي عمل آخر. 5. قليل التكلفة ورخيص الثمن. 6. إثارة الخيال، لأنه يعتمد على الصوت فقط. 7. سهولة الاستخدام. خصائص التلفزيون: 1. الاعتماد على الصورة والصوت معاً. 2. جذب الانتباه. 3. الأثر العميق. 4. التنوع والتخصص. 5. نقل الأخبار ساعة وقوعها بالصوت والصورة. 6. إمكانية التفاعل من قبل الجمهور. 7. الإقناع. أشكال البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي يمكن الاستفادة منها في مجال الزكاة: تتخذ البرامج التلفزيونية أشكالاً وقوالب مختلفة يمكن من خلالها تقديم المضامين والمحتويات على اختلافها، ومن أهم الأشكال التي يمكن استخدامها للترويج والتثقيف بالزكاة ما يلي: أولاً: البرامج الأخبارية: News Programmes ويتم تقديم الأخبار بالتلفزيون من خلال أشكال متعددة بعضها يكتفي بتقديم الخبر السريع والمختصر، والبعض الآخر يتعدى ذلك إلى شرح وتفسير الأخبار، ومن أهم الأشكال التي تقدم الخبر النشرة الأخبارية والموجز الأخباري وقطع البرنامج، أما الأشكال التي تشرح وتفسر الخبر فمن أهمها التقرير الأخباري والتحليل والتعليق الأخباري. ثانياً: برامج الحوار: Dialogue Programmes وهو ذلك الشكل من البرامج الذي يعتمد على طرح الأسئلة على ضيف أو مجموعة من الضيوف حول موضوع معين، وعلى هذا الأساس فإن مسمى الحوار تندرج تحته العديد من الأشكال الفرعية كالمقابلة والندوة، والمناظرة. ثالثاً: التحقيق Investigation وهو من الأشكال الاستقصائية في الراديو والتلفزيون، وهو شكل يهدف للوقوف على حقائق موضوعية حول موضوع محدد من خلال البحث الميداني والمقابلات القصيرة، ومن ثم فهو شكل برامجي لا يحتمل الآراء الذاتية أو الانطباعات الشخصية أو التصريحات والآراء الخطابية، وعادة ما يغلب على بنائه وطرحه الصيغة التساؤلية، ويجب أن تستبعد عند عمل مونتاجه الإجابات التي لا تحمل الأدلة والقرائن والوثائق والمستندات. رابعاً: السرد المباشر Narration وهذا الشكل يعتمد على شخص واحد يقوم بتوجيه كلامه مباشرة للجمهور دون حوار مع أحد، ويعتبر من أبسط الأشكال من حيث الإنتاج، ويتوقف نجاحه على مدى جاذبية المتحدث وإقناعه للجمهور والوسائل المساعدة من شاشات أو وسائل إيضاحية، وشكل الديكور والإكسسوار، وقد تتاح الفرصة في هذا الشكل لرأي الجمهور واستفساراته من خلال الهاتف أو البريد الالكتروني مما يزيد من فاعلية هذا القالب وجذبه للمشاهدين، وقد يستعين المتحدث في بعض الأحيان بمواد مسجلة مع التعليق عليها. سابعاً: المجلة التلفزيونية: T.V Magazine استعار التلفزيون هذا القالب من الصحافة، مع إجراء بعض التعديلات عليه ليتناسب مع التلفزيون كوسيلة اتصال جماهيري، وتتكون المجلة التلفزيونية من فقرات متعددة تقدم بشكل مختصر، وتتضمن المجلة العديد من الأشكال في داخلها مثل الحديث المباشر، والحوار والتحقيق والدراما. وللمجلات التلفزيونية أهداف متعددة من أهمها التثقيف وتوصيل المعلومات والأخبار والمستحدثات والمبتكرات في المجالات المختلفة وغالباً تكون المجلة متخصصة specialized Magazine وهي تلك المجلة متعددة الفقرات والتي تدور موضوعاتها في مجال محدد كالزراعة أو الصحة أو الرياضة أو الزراعة أو غيرها من المجالات، وقد تستهدف في بعض الأحيان فئات محددة من الجمهور. ثامناً: الدراما Drama وهذا الشكل التلفزيوني يعتمد على التمثيل أو محاكاة الواقع من خلال شخصيات تجسد قصة مستوحاة من الواقع أو الخيال أو مقتبسة من رواية. ويتميز التلفزيون في هذا الجانب بالقدرة التعبيرية من خلال الصورة والحركة، بجانب الحوار والمؤثرات الصوتية والمرئية. تاسعاً: الفيلم الوثائق Documentary Film ويسمى بالفيلم التسجيلي، وهو نقل لأحداث وقصص واقعية، فهو يوثق لحدث ما أو فترة ما وهو «المعالجة الإبداعية للحدث الواقعي»، وهو كالأفلام التي تحكي عن الحياة الطبيعية أو المشاكل الاجتماعية والصحية أو المهن التي يمارسها الإنسان أو عن مدينة من المدن أو قرية أو أسلوب الحياة فيها أو عن شخصية من الشخصيات المشهورة. وخلاصة الأمر فيما يتعلق بدور الإذاعة والتلفزيون في مجال الزكاة يتمثل في الجوانب الآتية: 1. التركيز في الرسالة الإعلامية على الآثار الاجتماعية والاقتصادية للزكاة في المجتمع. 2. التعريف المبسط بأركان الزكاة وقواعدها. 3. نقل التجارب الواقعية والتي أحدثت آثاراً إيجابية في المجتمع فيما يتعلق بتطبيق الزكاة. 4. الاستفادة من الإذاعة المسموعة في هذا المجال خاصة في المناطق الريفية. 5. الاستفادة من الأشكال الإذاعية والتلفزيونية المختلفة والتي تسهم في تحقيق الأهداف المطلوبة بطريقة غير مباشرة كالدراما والأفلام الوثائقية والتي يمكن أن تحقق أثراً عميقاً. 6. الحرص على إنتاج برامج باللغات العالمية مثل الإنجليزية للتثقيف بشعيرة الزكاة وأثرها في المجتمع بالتركيز على التكافل الاجتماعي. 7. الاستفادة من المواقع الالكترونية والانترنت والبريد الاليكتروني والهاتف الجوال في بث رسائل إعلامية قصيرة تحقق الأهداف المطلوبة. غداً نواصل