بعد 244 عاماً توقفت دائرة المعارف البريطانية من إصدار نسختها الورقية المشهورة المؤلفة من 32 جزءاً، وستركز على زيادة إنتشارها الرقمي حيث تواجه منافسة شديدة من مواقع الإنترنت مثل موسوعة ويكيبيديا المجانية. وتأتي هذه الخطوة بعد أن أصبحت الشركة، التي إعتادت بيع وإيصال موسوعاتها إلى البيوت، تحقق 85 بالمائة من دخلها من المبيعات على الإنترنت. وقامت الشركة مؤخرا باطلاق نسختها الرقمية على أجهزة الكمبيوتر اللوحية (Tablet PC) مثل iPod. وقد كان للإنترنت والشبكة العنكبوتية أثر كبير فى تضاؤل مبيعات الموسوعة الورقية مما حدا بالشركة إلى إتخاذ هذا القرار. وقالت دائرة المعارف إنه على الرغم من أن ايقاف إصدار النسخة المطبوعة تأثر بتغير سلوك المستهلك، فإن سهولة وسرعة تحديث المعلومات لعبا دوراً كبيراً في إتخاذ القرار، كما أن الموسوعة الورقية تصبح بالية بمجرد إنتهاء طباعتها، بينما المحتوى الإلكتروني قابل للتحديث دائما، وفي الوقت نفسه، قال بعض ممن يستخدمون موسوعة دائرة المعارف بشكل منتظم أنهم يفضلون الإصدار الإلكتروني على الورقي. وتصدر دائرة المعارف البريطانية Encyclopedia Britannica أو ال«بريتانيكا» شركة الموسوعة البريطانية، المحدودة الخاصة. وهي موسوعة عامة باللغة الإنجليزية، وتستهدف المقالات في الموسوعة القراء المتعلمين والمثقفين ويكتبها 100 موظف بدوام كامل، وأكثر من 4,400 مساهم مختص. وتعد من أشهر وأدق الموسوعات وأشدها سعة وإطلاعاَ. كما أنها تعد من أقدم الموسوعات المطبوعة باللغة الإنكليزية. وقد صدرت لأول مرة بين عامي 1768 و1771 في مدينة إدنبرة الإسكتلندية، ونمت بسرعة بالحجم والشعبية. ففي عام 1801 حوت الطبعة الثالثة على 20 مجلداً. وهذا البروز السريع جذب إليها كتّاب مرموقين في إختصاصاتهم. وتُعتبر الطبعتان التاسعة 1875 -1889والحادية عشر 1911 معالم مهمة في تاريخ الموسوعة لأسلوبهما الجديد في العرض المعرفي والأدبي. ففي الطبعة الحادية عشر، قٌصرت المقالات وبسطت محتواها لتجذب قراء شمال أميركا وبالتالي توسيع سوق إنتشارها. وفي عام 1933، أصبحت أول موسوعة تطبق أسلوب التحديث المستديم والذي يتطلب إعادة طباعتها بشكل منقح ودائم وتقوم بتحديث مقالاتها دورياً بحسب برنامج محدد. أمأ هيكلية الطبعة الخامسة عشر الحالية فأصبحت مختلفة، إذ إنقسمت إلى ثلاث أقسام: الماكروبيديا (Macrop?dia)، وهي مجموعة من 17 مجلداً للمقالات الموسعة الطويلة، والمايكروبيديا (Microp?dia)، وهي مجموعة من 12 مجلداً موسوعياً مصغراً وتحتوي على مقالات قصيرة لا تتعدى ال 750 كلمة. وتستعمل المايكروبيديا للبحث عن الحقائق بشكل سريع وكدليل شرح للماكروبيديا، والبروبيديا، وهي مجلد واحد يشرح خلاصة هرمية المعرفة الإنسانية. وبشكل عام، حافظت الموسوعة على حجمها عبر السنين إذ ما زالت تتكون من حوالي 40 مليون كلمة تشرح نصف مليون مقالة. ومثل كل الموسوعات، واجهت الموسوعة البريطانية العديد من المشاكل المالية في تاريخها. كما واجهت بعض الإنتقادات في بدايات عهدها على أساس أن بعض مواضيعها لم تكن دقيقة وبأنها إستعملت كُتاب غير أكفاء، إلا أنها حافظت على سمعتها كمرجع بحثي ومعرفي مهم. وقد أصدرت الموسوعة 15 طبعة حتى الآن. وقالت دائرة المعارف إنه على الرغم من أن ايقاف إصدار النسخة المطبوعة تأثر بتغير سلوك المستهلك، فإن سهولة وسرعة تحديث المعلومات لعبا دوراً كبيراً في إتخاذ القرار، كما أن الموسوعة الورقية تصبح بالية بمجرد إنتهاء طباعتها، بينما المحتوى الإلكتروني قابل للتحديث دائما. والإتجاه السائد الآن هو أن العديد من الشركات حول العالم تقوم بتوسيع وجود مطبوعاتها على الإنترنت في محاولة لتحقيق أرباح من هذه البيئة سريعة النمو.