يوم الخميس الماضي حملت صحيفة الحزب الحاكم اسوأ مانشيت.. الصحيفة التي يصرف عليها الحزب الحاكم من جيبنا تقول زواج الرئيس إشاعة.. التصريح الذي لا يهم شعب السودان يأتي على لسان المستشار مصطفى عثمان إسماعيل.. لم يجد المستشار من القضايا التي تهم الأمة إلا هذه الإشاعة؟!.. بالطبع من حق الرئيس ومن حق المستشار أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع.. هذا التصريح يصلح مقدمة نبني عليها. بالأمس نجح زميلنا عادل سيد أحمد خليفة في الجمع بين المعارض الشرس فاروق أبوعيسى والمستشار الرئاسي مصطفى عثمان إسماعيل.. مصطفى بدبلوماسيته المعهودة تمكن من تجاوز كثير من المطبات الحرجة.. الشيخ أبوعيسى رماه لسانه الطويل في أكثر من حفرة.. أبوعيسى اعترف بأنه كان وزيراً في اسوأ سنوات مايو.. وشيوعياً عندما كان الحزب يرفع رايات التطهير والتحرير ويسلك طريق لينين.. وأمسك بزمام نقابة المحامين لعشر دورات وأربع دورات أخر في اتحاد المحامين العرب. أفضل مخرجات صالون الراحل سيد أحمد أن المعارض أبوعيسى أدان بوضوح الحرب وشجب العنف.. وأكد أن هدفهم للوصول إلى السلطة سيكون عبر العمل السلمي الجماهيري.. أبو عيسى أبان استعداد تحالف المعارضة لتسوية تقوم على التنازلات من الطرفين. مستشار الرئيس الدكتور مصطفى عثمان وافق على الحوار مطالباً المعارضة بالكف عن الحديث عن إسقاط النظام.. وطرح بضاعته المزجاة في المشاركة في الحكومة.. أو العودة إلى الشعب في انتخابات مبكرة.. هذه المرة طرح المبكرة برواية جديدة. الآن رمت المعارضة ببطاقة تصلح للتفاوض.. إدانة الحرب يجب أن تجد أذناً صاغية عند الحكومة.. اختيار المعارضة للعمل الجماهيري السلمي وسيلة متعارف عليها للوصول إلى السلطة.. أى كيان معارض يجب أن يضع نصب أعينه إزاحة الحكومة والتربع على ذات الكرسي.. غير ذلك لا تصنف بالمعارضة. في تقديري على الحزب الحاكم ألا يتحرج من الدعوة لإسقاط الحكومة ما دام العمل يتم بوسائل سلمية.. بل عليه أن يشكر المعارضة التي لم تختر تسنم ظهر دبابة للوصول إلى القصر الجمهوري كما فعلت الإنقاذ قبل ثلاثة وعشرين عاماً. طرح الانتخابات المبكرة في ظل الحكومة الحالية يصبح مجرد يهدر للأموال العامة.. لا أتحدث عن تزوير الانتخابات.. بل استغلال آلة الدولة غير المحايدة في التمكين السياسي.. سأضرب مثلاً صغيراً.. أراد البروفيسور مصطفى إدريس أن يلتقي مجموعة من المفكرين والأكاديميين والإعلاميين لمناقشتهم في فكرة حزب جديد.. مصطفى إدريس الذي قاتل في صفوف الإنقاذ وكان مديراً لجامعة الخرطوم.. لم يتمكن من حشد الناس في قاعة الشارقة وكل ذلك بالقانون. بالأمس في ذات الصالون طرحت على الحضور الاستعانة بالحكمة اليمانية في عمل تسوية.. تجربة اليمن قامت على التنازلات ثم التوافق وتصحيح النظام السياسي.. أبوعيسى أخذته العزة بالإثم واستكبر من الاستعانة بتجربة شعب اليمن.. مصطفى عثمان ولأن النموذج المشار اإليه يستدعي تنازلات من رأس الدولة.. جفل بعيداً من تجربة اليمن السعيد. الحكمة ضالة المؤمن.. وتجربة اليمن قابلة للسودنة لو نسينا أننا الشعب المعلم وصانع الثورات الشعبية. مشكلة المستشار مصطفى عندما ينظر إلى أعلى يرتد بصره.. ولكن ماذا عن أبوعيسى.