قبل أيام كتب الأستاذ الأديب الإعلامي«محمد محمد خير» مقالاً في غاية الطرافة والعمق بعنوان «يحتجب اليوم»، في عموده المقروء (أقاصي الدنيا) في الصفحة الأخيرة «لآخر لحظة»، وفحوى المقال- للذكرى- أن زوجته المصون شريكته في«السعادة والبلاء» على مدي ثلاثين عاماً، تعجبت وهي تراه «يدلق محبرته الملونة الزاهية في كل الإتجاهات سياسة، ثقافة، كتب اجتماع، وحتى شعر، دون أن يخصها ببيت واحد من الشعر»، رغم أنه في حقيقة الأمر أسكنها في ثمانية بيوت بالتمام والكمال في الكلاكلة.. والفتيحاب.. والجريف.. القاهرة.. تورنتو... دبي.. الدوحة.. وحتى الفردوس التي أصبح فيها صاحب ملك، بعد أن أفرغ جيوبه وصبره مع العمال «خصوصاً عند التشطيب» مما يدل على أن المرأة «يامحمد» تحتاج لما يحرك وجدانها، ويرفع من روحها المعنوية، ويرطب حواسها، بعبارات تخصها وحدها، حاول زميلنا جاهداً واستعصى عليها الشعر«رغم سلاسته في معيته» ربما لأنه تشبع بحبها وعشرتها فما عاد هناك ما يقال...! وأكتفى بأن يبلغ من القول في الشطر الأول من البيت حين قال «الحياة من غير سعاد زي ما تكون ماشي الصحافة.. وتلقى نفسك في المزاد» فالقصد أن الحياة لا تستوي بلاك يا سعاد، وتحدث متغيرات غير منظور، وتفقدنا البوصلة والاتجاه، وتشتت ترتيب «الروزنامة» وتبعثر الثبات...!! إن أعظم الكلمات تلك الصادقة غير المتكلفة وعبارة «حرمنا المستدامة» دليل على أنه لا ينوي التغيير «ولا الإحلال والإبدال»، وهذا لعمري أجمل من أي بيت شعر تطلبينه، فهو يدل على قناعته واكتفائه، وكمال صورتك في كل مناحي وجدانه... محمد محمد خير صاحب أفكار متعالية على التقليدية، وحتماً سيكون صاحب مشاعر مغايرة للنمطية لشريكة حياته... زاوية أخيرة: كم من امرأة «يا سعاد» تفقد البيت الحقيقي، وبيت الشعر، وحتى بيت العنكبوت ....اكتبي له أنت فهو قد مل الكتابة والبيوت...!! خوضي التجربة ووازني العشرة التي منحها لك... بواحد من عندك وأخبريني بالنتيجة..!!