يبدو أن حكومة (القاعدة العريضة) الحالية لم تعد تسع تصريحات وزرائها.. وأن المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) الذي يحلو لمنسوبيه وصفه ب(الوعاء الجامع).. لم يعد يستوعب نشاط واجتهادات أعضائه (الزائدة).. فعند حدوث أي أمر في البلاد تتقاطع تصريحات الوزراء وقيادات الحزب حتى صار مبدأ (ضبط الخطاب السياسى والإعلامي) عديم الجدوى.. خلال الأسبوعين الماضيين (فقط) جاهرت قيادات برأيها.. وأصدر وزراء قرارت في قضايا مهمة.. وجدت هذه الآراء والقرارات تأييداً واسعاً من شرائح المجتمع لكن بعد أيام فقط وجه مسؤولون آخرون داخل (حوش الحزب أو الحكومة) انتقادات لاذعة.. فمثلاً الدكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية وأحد أبرز قيادات المؤتمر الوطني الذين حظوا باحترام وتقدير كبيرين من المعارضة.. وجه انتقادات لقرار مجلس الأمن (2046 ) الذي طالب فيه دولتي السودان والجنوب بوقف العدائيات.. واعتبر القرار (نيفاشا 2).. وحذر من قبول الخرطوم له.. لكن بعد (72) ساعة فقط أعلنت وزارة الخارجية موافقة السودان على القرار.. أصدرت وزارة التجارة الخارجية قراراً جددت فيه منع تصدير الإناث من الماشية إلى الخارج.. ليأتي وزير الدولة بالثروة الحيوانية في مؤتمر صحفي أكد فيه استمرار تصدير الإناث إنفاذاً لقرار صادر من مجلس الوزراء وقال بالحرف (التصدير مستمر ما لم يصدر قرار من مجلس الوزراء).. كأنه يقول لوزارة التجارة وبنك السودان (قراراتكم بلوها واشربوها).. والطريف في الأمر أن مبروك قال إن الإناث المصدرة لا تهدد الثروة الحيوانية في البلاد.. وإن صادر الذكور هو الذي ينقل السلالات.. وفي ملف هيئة الأوقاف برأ مدير عام الهيئة المقال الطيب مختار.. الهيئة من تهمة الفساد وقال إن التجاوزات حدثت في هيئة الحج والعمرة لكن وزير الإرشاد خليل عبدالله رد على (الطيب) بعنف وقال إن هناك (فساد موثق بالمستندات) ضد الطيب.. أمس الأول قال أبوعلي مجذوب أبوعلي رئيس هيئة شورى المؤتمر الوطني.. إن هناك شكوى من عضوية الهيئة من انعدام الشورى.. هذا الحديث يوضح بجلاء أن هناك (أزمة) في الحزب والحكومة يستوجب تداركها.. لأن الخاسر الأول سيكون السودان وليس الحزب.