كلما فتشتُ عن نفسي .. وجدتُ الآخرين كلما فتشت عنهم .. لم أجد فيهم سواي هل أنا الفردُ الحُشود ؟ محمود درويش - الجدارية *** بعد أن يكمل الشاعر دورته التجريبية وينجز تجربته الإبداعية ومشروعه الشعري الخاص يكون قد تجاوز أصداء الآخرين وظفر بصوته الخاص واكتسب بصمته، أما السياسي فحين يتقلَّب بين الاتجاهات السياسية ويتيح له هذا التقلب المعافى معرفة الأحزاب معرفةً لم تتيسر للغير، عليه حينئذٍ تكوين (حزبه الخاص) في مقابل (الصوت الخاص) الذي يميّز الشاعر الذي اكتمل.. ولما كان بي مَسٌّ من نسيم الحالتين قررت إشهار حزبي الخاص بعد أن تجاوزنا بحمد الله تعالى مرحلة ( العمل السري ). حزبي الخاص لا اسم له لأنه يرتكز في الاستفادة من أخطاء الغير في المسميات ويصطحب تجربة الأحزاب السودانية منذ الخمسينيات في هذا المضمار فقد إنقسم الحزب الشيوعي للحزب الشيوعي و(القيادة الثورية) هذا بحسب اتحاد القوى الوطنية الديمقراطية وحق وحشود وغيرها من الروافد الصغيرة، وانقسم البعث لعراقي وسوري، أما حزب الأمة فقد كان جناحين يرفان عليك (بجناح الصادق والإمام) قبل الانشطار الذري الذي قسَّمه لإصلاحٍ وتجديدٍ، ولوطني وفدرالي والقيادة جماعية ولتنمية، والغريب أن كل هذه الأحزاب شعارها شعار واحد هو ( الله أكبر ولله الحمد)!! أما الاتحادي فأصبح أصلاً وأمانة عامة وحركات دارفور نهشت لحم عبارة (تحرير السودان) حتى استعبدت العبارة!! لذا فإن حزبي الخاص يتجّنب التسمية لذا فهو حزب لا اسم له!!! رئيسه بالطبع أنا وعضويته كما ذكرت آنفاً محمد محمد خير أما جماهيره فهي الشريحة الضئيلة التي تقرأ من حين لآخر كتابات رئيس الحزب !! إذن فهو حزب أُحادي ذاتي رئيسه هو أعضاء الحزب وأعضاء الحزب هم الرئيس ولهذه الهيكلية خلفية شعرية صاغها مظفر النواب في قصيدة الجمجمة حين قال -: وحدي كنت التنظيم الثوري وضلوعي كانوا الأعضاء