غادر ثامبو أمبيكي رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى.. أمس الخرطوم إلى جوبا عاصمة دولة الجنوب.. وهو (سعيد) بما حصل عليه من التزام (الحكومة) بكافة الاتفاقيات الموقعة مع حكومة الجنوب.. هذا الالتزام ليس بجديد.. فقد ظلت الحكومة تردده لأمبيكي في كل زياراته للخرطوم وتطلب منه الضغط على جوبا للالتزام بهذه الاتفاقيات.. ولو فعل أمبيكي ذلك وتعاملت دولة الجنوب بجدية مع الاتفاقيات لما تطور الخلاف بين البلدين إلى مواجهات عسكرية.. لكن مشكلة لجنة أمبيكي (الغريبة المهام) ليست لديها رؤية واضحة لإدارة المفاوضات في أديس أبابا مما جعل دولة الجنوب تختار ما (تريده) من قضايا للتفاوض.. وتتباطأ في حسم القضايا الأساسية خاصة الملف الأمني وترسيم الحدود.. وهذا النهج شجع دولة الجنوب على خرق أي اتفاق يتم التوصل إليه أو المطالبة بإضافة بنود جديدة له.. فالجديد الذي هو ليس التزام الحكومة بالاتفاقيات وإنما تمسكها بترتيب ملفات التفاوض بحيث تبدأ المباحثات أولاً بالملف الأمني ومن ثم التفاوض بشأن الملفات الأخرى.. وهو ترتيب كان ينبغي أن تقوم به لجنة أمبيكي لأن حسم الملف الأمني سيمهد لحسم جميع الملفات الأخرى.. إذ لا يعقل أن يجلس الطرفان للتفاوض ويداهما على الزناد.. المهم تتحرك لجنة أمبيكي هذه المرة وهي مسنودة بقرار مجلس الأمن رقم (2046) الذي يهدد الدولتين بفرض عقوبات إذا لم يعودا إلى طاولة التفاوض.. مما يجعل الجولة القادمة أكثر وضوحاً.. غير أن الشروط (المسبقة) لجوبا بتضمينها مناطق سودانية في خارطة دولة الجنوب ستؤدي إلى (انتكاسات) في التفاوض.. وهذا يتطلب من الآلية الأفريقية و(الرعاة) جهداً كبيراً للترتيب للجولة حتى لا يتفاجأ المجتمع الدولي بفشلها.