أجمعت قيادات الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة والمعارضة على ضرورة العمل معاً لوحدة السودان ونبهت في الوقت ذاته لمخاطر الانفصال التي قالوا إنها لا تعزل أحداً (حكومة كانت أو معارضة) وأشاروا للتحديات التي تواجه البلاد، وقالوا إن الخروج منها بأمان مسؤولية كافة الأطراف وانتقدوا التباعد والتناحر بشأن إدارة عملية الإستفتاء مبينين أنه لا يخدم القضية في شيء مطالبين بعزل دعاة التفرقة والانفصال في الشمال والجنوب ونادى البروفيسور إبراهيم غندور أمين العلاقات السياسية بالمؤتمر الوطن لدى حديثه في المهرجان السياسي الذي أقامته الهيئة الطلابية لدعم الوحدة بقاعة الشارقة أمس نادى بضرورة عزل دعاة التفرقة والانفصال وزاد يجب أن يعزلوا سواء في الشمال أو الجنوب. وأضاف إن من يعتقد من قيادات الحركة الشعبية أن الانفصال فيه خير للجنوب (فهو واهم) مشيراً إلى فشل التجارب الانفصالية في دول العالم المختلفة، ودعا غندور القوى السياسية بما فيها حزبه للمساعدة والعمل من أجل أن يكون الاستفتاء حراً ونزيهاً وشفافاً والالتزام بما يسفر عنه خيار المواطن الجنوبي في حالتي الوحدة أو الانفصال، مؤكداً سعي الوطني الجاد لتحقيق الوحدة حتى آخر يوم للاستفتاء، وقطع غندور بعدم مساومة حزبه في قضية الوحدة وقال إن الوطني لم يساوم على وحدة البلاد بالبترول أو بأي شئ آخر، واستدرك لكن إذا انقسم السودان لن تكون لدينا فرصة مجدداً للبحث عنه، مؤكداً الاستجابة الفاعلة للقوى السياسية خلال اتصاله بها للعمل والدعوة من أجل الوحدة، وأضاف إن قيادات الأحزاب السياسية مهما قيل عنها فهي وحدوية، مطالباً أياهم بترجمة ذلك بالعمل الجاد لتحقيق الوحدة على أرض الواقع، وجدد غندور دعوة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية للقوى السياسية للمشاركة في الملتقى الجامع لمناقشة وبحث قضايا الاستفتاء، كاشفاً أن الوطني يعمل الآن بالجنوب لإقناع أهل الإقليم بخيار الوحدة. من جانبها قالت سارة نقد الله الأمين السياسي لحزب الأمة القومي إن شريكي نيفاشا ضيعوا ال (5) سنوات من عمر الاتفاقية في المشاكسة وأضافت إنهما لم يقوما بانفاذ مشاريع حقيقية في الجنوب لجعل الوحدة الخيار الجاذب، وأكدت سارة أن الوحدة تأتي بالفعل وصدق النوايا وليس بالأماني مشيرة إلى أن أهل الجنوب فقدوا الثقة في الشمال لفترة طويلة. وفي السياق أكد تاج السر محمد صالح القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) أن وحدة السودان مسؤولية الجميع، مشدداً على ضرورة مشاركة كافة الأطراف فيها محذراً من حصر قضاياها على الشريكين. قال مصطفى أحمد محمود الأمين العام للحزب الاشتراكي العربي الناصري إن الأحزاب الوطنية عجزت عن تحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات والمهددات التي تستهدف البلاد في وحدته وأشار إلى أن ذلك يتمثل في سعي الاستعمار الجديد والامبريالية والصهيونية لتجزئة وتقسيم السودان. من جهته أكد حسن إسماعيل مساعد الأمين العام لحزب الأمة الإصلاح والتجديد الناطق -الرسمي باسمه- على ضرورة تقديم الحكومة المركزية لمزيد من الجهد والعمل لإعادة إعمار ما دمرته الحرب وأن تخصص 10% من الدخل القومي للمساهمة في ذلك.