علماء السعودية الأجلاء والأزهر الشريف أصدروا فتوى بتحريم رفع الأسعار في رمضان!! ولكن هل سمع التجّار «عندنا » هذه الفتوى !! طبعاً أقصد التجار «غير الشرفاء» .. لا أعتقد أنهم سمعوا بها!! لأن هذه الفئة لا تسمع أصلاً «للواعز الديني» في ضمائرها الخربة!! ونفوسها المريضة التي تسول لها بأن أقرب طريق للثراء يمر «عبر» جيوب « المساكين» و«الضعفاء» و«المحتاجين» و«الأيتام» و«الأرامل». ü الآن الأسواق «عمتها» كالعادة موجة غلاء تزداد للموجة التي تعودنا عليها!! فأسعار المواد الاستهلاكية في زيادة!؟ والحبوب كذلك والسكر فشلت كل التصريحات والمعالجات «الفطيرة» في عودته لمجراه الطبيعي!! وربما لن يعود للأبد حتى تحولت كل أشجار المسكيت في كل بقاع السودان لقصب سكر «أخضر» وأحمر. ü أسباب الغلاء حسب علم الاقتصاد كثيرة منها كثرة الطلب وقلة المعروض وحاجة الناس لهذه السلعة أو تلك. والأخيرة هذه هي بيت القصيد ومربط الفرس فهنا في هذه الأرض السمراء توجد أخلاق تجار اسمها استغلال الأزمات والمواسم. وهذا ربما يحدث في كثير من البقاع ولكنّه هنا أشد وأفظع!! فالخريف موسم لرفع الأسعار بحجة رداءة الطرق وارتفاع أسعار الوقود!! و رمضان موسم لزيادة أسعار الأواني المنزلية التي تستخدمها ربات الخدور في البيوت وموسم لزيادة أسعار «البليلة» ومشتقاتها !! وموسم في العشر الأواخر منه لتضييق الحالة على النّاس الذين يتهيأون لاستقبال العيد بكل مستلزماته!! نعم هذه هي ممارسات الأسواق عندنا التي تنتظر المناسبات، والمواسم لإحداث حالة من الغلاء والتقلبات في الأسعار التي تتخطى كل القوانين والأخلاق والحواجز والقوانين والأعراف. ü فتوى العلماء الأجلاء في السعودية واضحة وهي فتوى أيّدها علماء الأزهر فلماذا لا ينحاز أصحاب الفتاوي عندنا - (وهم الذين يفتون في كل شيء) - لصالح الفقراء والضعفاء من المساكين ويقولون للتجار والذين هم في الغالب الأعم تربطهم وشائج قوية بالحكومة ظاهرة «ومستترة» على أهل الفتاوي عندنا أن يقولوا هذه الأيام كما قال العلماء في السعودية إن الغلاء ظلم للمسلمين وإضرار يستحق فاعله العقوبة المغلظة والتشهير إن دعت الحاجة لذلك!! وقال الدكتور عابد الشفياني بجامعة نجران بأهمية معاقبة التجّار المحتكرين والمغالين في الأسعار ومنعهم من هذه الأفعال معلناً بذلك أن ما يقومون به أمر محرم شرعاً ولا يجوز فهل بعد ذلك القول قول ولكن من يُعاقب هنا ومن يشهر هنا؟ لا أحد يفعل ذلك؟ ء قال لي صديقي دفع الله محمد إن المرحوم اللواء «م» محمد عثمان كرار وكان حاكم الإقليم الشرقي كان في زيارة للبطانة واتفق الناس في أهمية الحديث معه حول الغلاء الذي ضرب البطانة آنذاك ولكن كيف يوصلون الرسالة والزمن ضيّق والبرنامج مضغوط فتصدى لهذه المهمة شاعر البطانة والذي خاطب الحاكم بهذه الرباعية التي حفظتها البطانة.. حاكم الإقليم حبابو الجيتو بتفرحنا حبابو حبابو وإن كان جاي في صالحنا ثلاثة في الإشاية «يقصد الأشياء» محنتنا محنة العيش والقهاوي والسعر ضابحنا