رُفع الدعم عن المحروقات وزاد جالون البنزين ليصبح سعره إثني عشر جنيهاً؛وكذلك الجازولين ليصبح عشرة جنيهات.. وهذه الزيادة ليست وبالاً على المرفهين من الشعب السوداني؛بل هي رفع للأزمة الإقتصادية عن كاهل الحكومة لتوضع على كاهل المواطن المغلوب مرفه أو فقير،ليصبح الصاع صاعين.. من جهة أن الوضع أساسا متأزم تماشيا مع طاحونة الغلاء التي إجتاحت وتجتاح العالم الأن؛فكل شيئ أصبح لايخضع لمعايير معينة توضع من قبل حكومات أو وزارات معنية؛أو حتى بنوك مركزية تتحكم فيما يخصها من قيمة أو سعر. فالمستر دولار صار هو الشبح الاساسي الذي يتحكم في الإقتصادات الوطنية،لدول العالم الثالث بالطبع،فالدول الكبرى تحمل ماتحمل من احتياطي لمواجهة تلك الأزمات؛وظروفها.. وخير مثال مالاوي حينما قابلت زيارة البشير لعاصمتها ليلونغوي..والسبب الحظر الذي أصدرته أمريكا بإيقاف المساعدات الأميركية عن الدول التي تستضيف الرئيس البشير..!وهي تأكيدا لضعف إقتصادها إنصاعت للطلب الأمريكي أو تصحيحا لذلك التهديد الأمريكي،وأوضحت أن البشير غير مرحب به،وعليه أن يبتعث نائبه أو من ينوب عنه لحضور القمة. نرجع للموضوع الشائك والكبير الذي أدخلت الحكومة نفسها فيه؛وهو رفع الدعم وموافقة الحزب الحاكم على أن تكون المحروقات هي البداية لحل الأزمة الموجودة والمتأثرة بإنفصال جنوب السودان -والذي تأثر أيضاً حسب الأخبار الواردة من هناك بندرة المحروقات وغلاء الأسعار في أسواق جوبا والمدن الكبرى هناك - وأنا لا أري حرجاً في أن الحكومة تحاول أن تنقذ ماء وجهها بوضع حلول لم تشرح كتفاصيل أو بشفافية؛منها مثلا خفض نفقات ومخصصات الوزراء والدستوريين،وبقية المسؤولين،وكل تلك الإجتهادات التي يشكر عليها من قررها،لكنها لم تجد عين رضا من المعارضة التي نشطت في اجتماع عقد بدار الإتحادي بأم درمان،وتصدره الدكتور الترابي؛نجما وتصريحاً..وقال أن الكيل طفح،وستبدأ الشوارع في الغليان؛ليست شوارع العاصمة فقط بل ستشهد ذلك الولايات،لتبدأ المعارضة من الشارع،وهو الذي يقرر هل سيبقى المؤتمر الوطني حاكما أم الشعب يريد تغيير النظام؛كما نضحت شوارع القاهرة وقبلها تونس،وتلتها طرابلس،واليمن رغم تمترس حزب صالح في الحكم؛ودمشق تناهد وتتألم دون عناء أو نظرة عربية واضحة تقرر ماسيؤول عليه وضع سوريا،من علويين إلى سنة،أم أن الأسد سيحافظ على عرينه..؟ المعارضة خذلت نفسها بنفسها يوم قرار خروجها لميدان أبوجنزير،ولم يجد العم نقد -عليه رحمة الله - أحداً،فكتب لافتته المشهورة حضرنا ولم نجد أحد..ولكن الظرف تغير الأن؛فلا رفع دعم عن المحروقات كان قد صدر أو زيادات متباينة في أسعار السلع؛أو حتى الدولار - سبب الأذية - كان قد وصل ماوصل إليه الأن..! الأن الكل يشكى و يبكي الأن من قلة الحيلة وضيق اليد،والكل يتحدث،والمواطن لاتهمه معالجات سريعة أو حلول ناجعة،فثورة الجياع لن توقفها أمثال وحكم وتطمئنات للمكتب القيادي،وأخاف على المؤتمر أن تتساقط أوراقه،فالشارع ليس مقفولاً على المؤتمر الوطني،ولا الشعب كله وطني،وإن كان ذلك حاصل..! هل ستضمن عزيزي الوطني أنه سيكون غداً..؟أو بعد غدٍ..؟ فقط بعض الحلول الناجحة: ü خطاب رئاسي يتعهد بعدم زيادة الاسعار للسلع الضرورية للمواطن.. وهي كثيرة أعان الله الحكومة وأعاننا نحن على ذلك. ü زيادة رقعة منافذ ومواقع البيع المخفض والذي سيصبح قبلة لجميع أهل السودان.. ü دعم الحكومة للخريجين بصورة موسعة ودون محسوبية منتسب للمؤتمر أو شركائه.. ü فتح الإستثمار للمواطنين دون قيود أو شروط تعجيزية،مثله مثل المستثمر الأجنبي. ü إعادة هيبة مشروع الجزيرة و لتكن سيرتها الأولى.. ü والأهم مافي الأمر إعادة هيبة المواطن وثقته في نفسه وحكومته.