هناك سؤال يعشش في نافوخي عن أسباب كثرة حالات الطلاق في السودان ، بصراحة المسألة بحاجة إلى وقفة متأنية واخذ نفس عميق حتى لا نستيقظ من غفوتنا ونجد أنفسنا نسبح في مجتمع يزخر بالمطلقين والمطلقات ويحق للعالم ان يطلق علينا امة الطلاق الكبرى ، في الوقت الراهن حسب خبراء العلاقات الاجتماعية أصبح الطلاق مثل شرب الموية والعصير ، ووقفا لخبراء العلاقات الزوجية فان الطلاق في الوقت الحالي يقع بين المتزوجين حديثا اكثر بأربع مرات من الازواج المعتقين ، كما ان عمل المرأة وحصولها على راتب في بعض الأحيان يفوق راتب الرجل مدعاة للمشاكل بين الازواج وفي مثل هذه الحالات يمكن ان تفنجل المرأة عينيها وترفع صوتها قائلة للرجل ابو أخلاق زفت ( عاجبك كده عاجبك وإن ما عاجبك بيت أبوي قاآآآآآآآآآعد ) ، طيب هل فكر احد الباحثين السودانيين بدراسة أسباب الطلاق وما أدراك ما الطلاق وأكثر الأسباب المؤدية له ، للأسف المحطات الفضائية في السودان ليس لها هم سوى استضافة أنصاف الشعراء والفنانين من فئة نصف كم وأصحاب الفارغات وتنسى هذه المحطات الموقرة المشاكل الاجتماعية الساخنة في المجتمع ، بالمناسبة كافة المجتمعات العربية تعاني من حالات الطلاق ففي السعودية هناك دراسة تشير إلى انه في كل 20 دقيقة تطلق امرأة وتذهب إلى منزل أسرتها وفي دبي يقال ان هناك اكثر من 500 حالة طلاق شهريا ، طبعا قياسا لعدد سكان دبي فان هذا الرقم كبير وفلكي ، حكي لي احد الأصدقاء المغتربين ان أسرته شهدت خلال ست أشهر اكثر من خمس حالات طلاق يعني بالعربي الفصيح حدثت حالة طلاق واحدة في كل شهر ، ده كلام ده ، على فكرة يقال ان وراء كل خلاف زوجي فتش عن الماديات الكلام ده مش كلام خارم بارم من عندياتي ، وانما جاء في دراسة أجرتها شركة أمريكية متخصصة في أبحاث الرأي العام وجاء في إفادات عينة الدراسة ان المال سبب 38 % من حالات الخلافات الزوجية ، طبعا مثل هذا الكلام ينطبق علينا تماما في السودان فإذا قامت شركة بإجراء هكذا بحث فسوف تنكشف الكثير من المصائب والبلاوي ونجد ان المال ربما يكون سببا في 99 % من الخلافات الزوجية ، إذن أتصور أننا في حاجة إلى افتتاح معاهد تاهيلية للعرسان الجدد قبل دخلوهم القفص الحديدي ، كما هو الحال في الكويت والسعودية والبحرين ، الغريب انه ما ان يتم الإعلان عن دورة تاهيلية للعرسان حتى تتقاطر إليها الفتيات والنساء من كلفة الأعمار والجنسيات لان كل واحدة تريد ان تعرف كيف تروض زوجها وتجعله مثل الخاتم في أصبعها على غرار المقولة الشائعة ( ده زوجي أنا حرة فيه ... افرده واطويه ...اغسله واكويه ) ، اعتقد ان هناك الكثيرون سوف يفكرون في افتتاح معاهد لتأهيل العرسان الجدد في السودان ، لكن ( الزول الداير) يفكر في مثل هذا المشروع عليه عدم نسيان أتعاب العبد لله صاحب الفكرة انا قاعد لكم بالمرصاد .