شد انتباهي المعلومات الثرة التي قدمها الدكتور الباقر عمر السيد الاستاذ المشارك بجامعة بحري في ندوة بمركز التنوير المعرفي عن ضرورة القدرات العقلية والفلسفية في الممارسة الاعلامية، حيث طاف الدكتور بالحضور الكبير والمتميز من فلاسفة واعلاميين وطلاب علم ، طاف بهم متحدثا عن أهمية الاعلام ودوره المتعاظم اليوم ساردا معلومات ثرة ومفيدة تارة ، ومنتقدا تارة اخري واقع الممارسة الاعلامية في السودان قائلا بأنها تفتقد الي مقومات ، مطالبا باعداد من يقدم الرساله الاعلاميه اعدادا كاملا، شارحا أن الاعلامي يجب أن تتوفر لديه القدرات العقلية والمعرفية التي تمكنه من توصيل الرسالة الاعلامية بوضوح حتي يتمكن المتلقي من استيعابها. تخللت الندوة الكثير من المداخلات الهادفة والمناشدة بتجويد الممارسة الاعلامية في السودان ، ولكن أغلب الحديث تمحور حول سلبيات الرسالة الصحفية والصحفيين. وهنا استوقفتني الكلمات، وجعلتني أفكر في اولئك الصحفيين الذين يعكسون واقع الاخرين والذين لا يجدون من يعكس واقعهم الذي يعيشونه ويتمثل في ظروف العمل الضاغطة ، فيا أهل الصحافة اكتبوا عن أنفسكم عندما يتحدث عنكم من لا يعرف عن قرب الصعاب التي تواجهونها لكي تخرجوا الصحيفة بشكلها ومحتواها المطلوبين وتكون المكافأة في النهاية أن تصبح الصحيفة عباره عن طيه لأغراض مختلفة، أو يقال عما كتب بأنه كلام جرائد، أيها الصحفيون انتم تحملون هم الناس وتعكسون واقعا فمن الذي يحمل همكم ويدافع عنكم سواكم؟ حليمة محمد سليمان من المحرر: ü أترك مساحتي اليوم للزميلة حليمة وهي صحفية متميزة، ولكنها آثرت ممارسة المهنة من بوابة الجامعة، حيث تقوم الآن من خلال وظيفتها كأستاذة إعلام جامعية بإعداد وتهيئة جيل المستقبل من طلاب الإعلام ليلحقوا بالركب «المقدس». وأقول ل«حليمة) واقع الصحفيين والصحافة اليوم ينطبق عليه مضمون الأغنية القديمة «براي بشيل همي».. همومنا كثيرة ومتشعبة، والمهنة اليوم أضحت طاردة ولو لا إيماننا بدورها ورسالتها لآثرنا الهروب والانزواء في أسواق الأحد والثلاثاء وعالم السماسرة والورق الأخضر واليابس. ü واقع الصحافة ينطبق عليه المثل الذي يقول: فاقد الشيء لا يعطيه!! والناس تطلب منها المزيد والحكومة يعجبها هذا الحال المزري. الواقع حزين وبائس والفم ملئ بالماء ياحليمة، «الكترة غلبت الشجاعة»..!!