على عرش أسلافه المنعمين يتشرف سعاده الدكتور محمد ماء العينين سفير صاحب الجلالة ملك المغرب بالسودان بدعوتكم لحضور حفل الاستقبال المقام بهذه المناسبة بمقر الاقامة الكائن بالخرطوم (2)الثلاثاء المقبل الموافق الثلاثنبن من يوليو الجاري) الكلمات السابقة تضمنتها البطاقة الانيقة التى بعث لى بها سعادة السفير الدكتور محمد ماء العينين لحضور المناسبة الكريمة وبعد هذا الاثناء انفتح خيالى وطار عقلى الى المملكة المغربية الشقيقة ومن خازنة الذاكرة بدأت اقلب صفحات كتاب قيم اسمه المملكة المغربية بدأت منذ اعوام عديدة مرحلة معرفتي عن تلك الارض الطيبة الولود وعن ذلك الانسان النبيل. وللذين لا يعرفون كثيرا عن المملكة المغربية اقول باختصار ان موقعها يجعلها جسرا مشيدا فى خاصرة العالم ولذلك كانت موئلا للكثير من حضارات الإنسان التى يتيح لها هذا الجسر الحضارى التنقل بيسر وقد شهدت حدثا من اكبر الأحداث فى تاريخ الإنسانية حيث عبرت عن طريقها الحضارة العربية الإسلامية مضيق جبل طارق الى أوروبا , وعن طريقها أيضا انسابت أفريقيا الى اروبا وعن طريقها ايضا انسابت الحضارة الغربية الى أفريقيا والشرق وذلك فان الظاهرة التى تبهر كل زائر للملكة المغربية هى ان التاريخ والحداثة يسيران جنبا الى جنب فى مدن وارجاء المملكة . وقد زرت المملكة المغربية عددا من الزيارات لا يحصيها العدد وذلك قبل ان تلامس قدمى أرضها حيث زرتها فى بطون كتب التاريخ وزرتها فى بعض أهلها الذين استوطنوا السودان وزرتها فى سفير جلالة ملكها بالخرطوم سعادة السفير محمد ماء العينين الذى يجسد كل بهاء المغرب ومؤخراً زرتها ووجدت اهلها يعيشون الفرحة والاستقرار والوئام في كل شئ. والمغاربة كما نسميهم فى بلادنا مشهورون بالتفانى فى الاخلاص لملوك بلادهم وذلك لان هؤلاء الملوك ينتمون لآل البيت الشريف فهم من نسب سيدنا على كرم الله وجهه والسيدة فاطمة الزهراء كريمة نبينا محمد عليه افضل الصلوات والسلام , هذا إضافة الى ان ملوك المغرب يعود اليهم الفضل فى تماسك المملكة وفى وحدة أهلها وفى قيادتهم لها بحنكة ومهارة وبصيرة نافذة وفكر رشيد فى مسيرة صاعدة وضعت المغرب فى مكانة تليق بعظمة تاريخها بين دول العالم العصرية , ولا زالت هذه المسيرة تتواصل ظافرة بقيادة جلالة الملك محمد السادس والذى اعطى دفعة قوية للاقتصاد المغربى وارتقت وتكرست فى عهده تجربة الديمقراطية المغربية بشكل يعد مفخرة للملكة المغربية ومليكها الشاب . والإنسان المغربى منحاز بلا حدود لعقيدته الاسلامية وامته العربية وفى هذا الاطار نفسه تأتى ومنذ وقت بعيد جهود جلالة الملك محمد السادس المستمر وبلا حدود لإنقاذ القدس من مخاطر التهويد , وذلك من موقعه كرئيس للجنة القدس العربية التى تم في اطارها انشاء وكالة بيت مال القدس . ومنذ وصولى الى المملكة المغربية وخلال رحلاتى داخلها ومخاطبتى لانسانها لاحظت بسهولة ما يمكن ان يلاحظه اى زائر سواى للمغرب وهو ان المغربى يتميز بالانضباط والجدية وهذا لا يعنى انه متجهم الوجه وجاف فى تعامله وانما على العكس من ذلك فهو انسان بشوش وودود وطيب حتى فى ملامحه وتقاطيعه وانما اعنى انه بعيد عن التسيب حتى فى حده الأدنى والكرم المغربى معروف ومشهور , وفى يقينى انه صفة موروثة من قديم الزمان فقد كانت المغرب دائما قبلة تهفو اليها نفوس الناس خاصة فى الوطن العربى والاسلامى الذين يحلون ضيوفا على اهلها الكرم وخيراتها الوفيرة التى كان نصيبى منها كميات ضخمة من الكسكسى والذى اعتقد ان المغاربة وحدهم هم من ينفرد به ويتفننون فى صنعه , وكنت من السعداء حيث تمكنت من زيارة معظم مدن المملكة الرئيسية وهى الرباط , والدار البيضاء، وطنجة , وفاس . ومراكش، و مكناس، والعيون، ومما لفت نظرى خلال طوافى بهذه المدن انها جميعا تضم عددا كبيرا من الفنادق ذات الخمسة نجوم والتى تحمل اسماءا عالمية ولم يكن تفسر ذلك بالامر الذى يحتاج الى اجتهاد فالمملكة المغربية من أهم الدول السياحية فى العالم وتدر عليها السياحة دخلا يمثل رقما هاما فى اقتصادها .