سبب واحد يؤخر صدور قرار بالغاء قرار الزيادات في الكهرباء مافي، والجميع أجمع على أن هذا القرار ظالم وفوقي وضرب بعرض الحائط تضحيات الشعب السوداني وصبره على الأزمة الاقتصادية، ليكون جزاؤه قراراً لا يحمل ذرة رحمة ولا تقدير للحالة الصعبة التي وصل إليها الناس، بالمناسبة سمعت أحدهم أمس يحدثني كيف أن وزارة الكهرباء ستشرع في تصديرها الى أثيوبيا وتشاد، فقلت لمحدثي لو أن هذا حدث فإننا بالفعل نكون كمن يعيش عهد المهازل و«الزيت الما كفى أهل البيت يحرم على الجيران» وأحسب أن أي اتجاه لهذا الصدد ستكون عواقبه وخيمة ومردوده السلبي أكبر في ظل ما يدفعه المواطن من دم قلبه لاستهلاك الكهرباء، وعينه تعاين يتم تصديرها الى دولة أخرى! بعدين اسأل شيخ أسامة سؤالاً.. ألا يمشي بين الناس، ويرتاد الأسواق، ويسمع تعليقاتهم، ويحس مشاعرهم، ويدرك معاناتهم، حتى يفكر مجرد تفكير في أن يزيد رهقهم رهقاً ومعاناتهم معاناة، والرجل بحكم الميلاد والنشأة قادم من ولاية أكثر سكانها فقراء، وهي الولاية الشمالية، لكنهم كأهل السودان جميعاً أغنياء بالعفة وعزة النفس، وما بقولوا الروب العيشة غلبتنا، لكن زعلهم صعب واستفزازهم أكثر صعوبة، فكيف له أن يتصور أن الصبر خوف وطولة البال جبن!! الدايرة اقوله إن الكرة الآن في يد السيد الرئيس وحده، من يرمي بها نحو المرمى طالما أن قرار أسامة أكد لنا أن البرلمان «قاعد ساي» بدلالة أنه لم يستطع إيقاف أو تعطيل هذه الزيادات، وقرار أسامة أكد لنا أن هناك وزراء أقوى من السلطة الرقابية والتشريعية، «وسووا الدايرنه»، وستظل هذه قناعاتنا الى أن يثبت لنا الرئيس العكس.. على فكرة وبمناسبة المسؤولين النافذين «المكنتهم» أكبر من ماكينة أي جهة أخرى في الدولة، لفت نظري حديث السيد الوزير كمال عبد اللطيف.. إن هناك جهات سياسية- لم يسمها- بدأت التدخل في التعدين من غير الرجوع لوزراء المعادن، والحكاية واضحة وريحتها فايحة وتعني بالدليل القاطع أن حزب «الهبش واللقف» من الذين لا تهمهم إلا أن تملأ خزائنهم استكثروا على البلد أن تهب عليها رياح الرحمة من اتجاه آخر، وبدأوا في وضع يدهم زي الجان حارس الكنز على ما هو مخزون من ذهب في باطن الأرض، لذلك نطالب السيد كمال عبد اللطيف بأن يذكر تصريحاً وليس تلميحاً، أسماء هؤلاء والطرق التي يسلكونها، والأساليب التي يمارسونها، والشركات التي يتخفون وراءها و«يلبعون» منها سمسرتهم، والتي كل ما ارتفعت نسبتها نقص الدم في عروق الناس جوعاً ومرضاً وعطشاً وكمان بالسخانة! كلمة عزيزة طوق جيدي والبس قلمي بقلادة الشرف أستاذي وأستاذ الأجيال الأستاذ كمال حسن بخيت رئيس تحرير صحيفة الرأي العام، بإشادة اسعدتني وطوقتني بالفخر وهو يصف كاتبة هذه الزاوية بالقلم الذهبي، ولعل أستاذنا كمال وبدواخله الجميلة وباحساسه المسؤول نحو تلاميذه، كتب هذه الكلمات وهو يدرك أنها ستجعلني أتلمس النجاح واصر عليه، الغريبة أن أستاذ كمال طلب مني أن أواصل الكتابة في القضايا السياسية، وفي ذات الوقت يطالبني دائماً الأخ الصديق عاصم البلال الطيب مدير تحرير أخبار اليوم بالكتابة في الشأن الفني.. عموماً ما حازعل زول مرة سياسة ومرة فن ووارد جداً تلقوها رياضة! كلمة اعز .. قلادة شرف أخرى طوقني بها زملاء اعتز بهم هم الأخ الأستاذ حاتم الجميعابي صاحب فلق الصباح بأخبار اليوم، الأخ الأستاذ عثمان جقود، والأخ سراج النعيم لصحيفة الدار، وهم يشيدون بتجربتي التلفزيونية في تقديم برنامج «بنات حواء» ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، خصوصاً إن كان الناس ديل أقلام مجهبذة بقامة حاتم وجقود وسراج النعيم.