في السودان إذا إحتج مواطن أو مواطنة من التعسف ضد مسؤول ضخم أو حتى مسؤول جربان ففي مثل هذه الحالات يحقد المسؤول بشدة على المحتج وفي حال لم يعاقبه في حينه فإنه يوعز إلى زبائنته أو لنقل إلى كلابه وفقا للتعبير العامي لكسر شو كة المحتج ومرمطته إلى آخر درجة حتى يقول الروب ، هذه الصورة موجودة في السودان لدى كبار المسؤولين وأقطع ضراعي بسيف سنين لو لم يستخدم معظم المسؤولين في مراكز القرار أو نظراؤهم من الكحيانين مثل هذه الطريقة البشعة ، وبالمناسبة هذا السيناريو السخيف نجده لدى الوزراء وأعضاء المجلس المحلي ، والمتسلطين وفي أوساط طلاب وطالبات الجامعات وفي مجالات العمل الحكومي والخاص والشرطة ، خاصة إدارة أمن المجتمع وشرطة المرور وغيرهم من المتنفذين وأصحاب العضلات ، وعيييييك أحسب لي بكره العدد في الشطة والليمون . أما في الغرب فإن المسؤول ربما يضرب تعظيم سلام للمحتج ويعتذر له بشدة كما حدث لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بجلالة قدره ، القصة أن هذا الكاميرون تعرض إلى التعنيف بشدة من نادلة في مقهى في لندن ، لأن كاميرون تحسس ربطة عنقه وحاول تجاوز الصفوف لأخذ فنجان قهوته المفضلة ، هذا المشهد إذا حدث مع مسؤول كحيان لدينا فإن الدنيا تنقلب وربما ، ينقطع عيش الإنسان ، أو في أسوأ الأحوال ربما يتم نفيه وراء « الشمس غابت » ، لأن الشخص الغلبان أو الذي ليس لديه ظهر يروح شمار في مرقة ، إذ إحتج لقرار أو لسلوك أحد المتنفذين من الذين يدعون التدين والوقار والذي منه ، أسمعوا هذا القصة التي حدثت في مسجد مستشفى الخرطوم وهي برواية صاحبي وجاري في العمل الصحافي المعتق شيخ العربان مختار العوض ، قال صاحبي وهو رجل ملتزم وخلوق إلى أبعد حد في التوصيف أنه كان في مهمة في المستشفى إياه وعقب أداء الفرض في مسجد المستشفى ، نهض من بين الصفوف رجل آسيوي نحيل تبدو عليه علامات المرض وسأل المصلين مساعدته لتجاوز ظروف مرضه لأنه يعالج من أعراض الفشل الكلوى في ذات المستشفى ، غير أن الرجل ما كاد ينهض حتى واجهه شاب فظ ملتح ، وجذبه من يديه وأجلسه على الأرض بقوة ، فما كان من صديقي مختار ألا أن تعاطف مع الرجل المريض ، وإحتج ضد التصرف اللإنساني من قبل ذلك الشخص وبعد لحظات هب القادرون على مساعدة الرجل المريض ونجدته ، بالمناسبة صديقي مختار إكتشف أن الرجل الملتحي من أصحاب القرار رغم أنه يافع في العمر لأنه حاول أن يعرف أين يعمل صاحبي الصحافي العتيق ، ولكنه فشل وخرج من المسجد وأنفاسه تتصاعد مثل وابور الطحين في قرية لا تعرف الركض ولا لهاث الحياة . تعالوا نفترض أن الرجل الملتحي عرف مكان عمل صديقنا الصحافي العتيق ماذا كان بوسعه أن يفعل ، الله أعلم ما كان سيحدث، لكن صاحبي مختار لا خوف عليه فهو رجل قوي ضد مثل هذه العنجهيات الماسخة ، سترك يا رب إنه زمن الفظاظة في بلد يعيش على إرجوحة الشد والجذب .. يا أمان الخائفين