شهر رمضان.. هذا الشهر المميز في شهور المسلمين حيث يشكل علامة فارقة في مسيرة الايمانيات السنوية ويعد فرصة دورية لتجديد روح العبادة عزيمة وثقة واكثاراً من فروض الطاعة.. فرمضان شهر لله وهو يجزي به.. ظللنا ننظرلهذا الشهر من زوايا عدة.. فعندما نعمد لحكمة مشروعيته تجدنا نبحث عن مبدأ التقوى لأن هذا الصيام قد كتب من قبل على الذين من قبل بدافع التقوى المستمر.. ويرى الشرع أن رمضان فيه شكر لله على نعمائه بكف النفس عن الإكل والشرب الجماع تقرباً لله زلفى.. صدوعاً لمبدأ ترك المحرمات أو إثباتاً لأن المؤمن يمكنه أن يتخلى عن متاع الدنيا من أجل الذات العلية إرضاءاً وإقراراً بالنعم ليعلن جاهزية المسلم، للتغلب على الشهوات خاصة وأن السائد بين الناس أن النفس اذا شبعت تمنت الشهوة ففي وصاياه عليه السلام (عليكم بالصوم) لما له من سطوة وتأثير.. والاحساس بالجوع فكرة يجب أن تعمم كل البطون المسلمة حتى تدرك الاحساس في ظل التكافل العام الذي يدعو إليه الاسلام كمنهاج للحياة الجمعية فالصوم لازمة للرحمة والتداعي بالسهر والحمى الذي مثل به لتواد المسلمين وتراحمهم فأن الصائم عندما يتذوق ضغوط الجوع يتعرف على ما يعانيه الجياع فيحن ويرق قلبه ويزيد من الرحمة بهم.. والمعروف أن الشياطين تصفد في هذا الشهر فتجد الصائمين متجليي القرائح في كثير من الأعمال الرمضانية (لأن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم).. وحِكَم مشروعية الشهر كثيرة جداً. أما إذا نظرنا من زاوية أخرى.. فنجد أن هناك من ينظر للشهر من منظور (كسير الوقت) ذلك المبدأ الهدام.. فعندما نعمد لقضاء الوقت من زاوية التكسير فأن حِكمة المشروعية تضيع سدى.. رغم حبنا للتنوع والترويح عن النفس إلا أن الإكثار من ذات الامر يفوت الفرصة على من يتوجب عليهم الاستفادة من بركات الشهر.. فهنا الادمان ْلى الفرجة على البرامج الترفيهية بصورة زائدة مدعاة لتضييع الفرصة النادرة خاصة للذين هم في أمس الحاجة لتجديد جرعات وعزمات التعبد. ü خلال هذا الشهر تكثر الدعوات للإفطارات فيما بين الكثير من المقتدرين ولا يعد ذلك خصماً عليهم ولكن المكرمة أن تقدم هذه الموائد لمن يستحقها احتياجاً وحاجة.. ففي هذه البلاد وفي هذه العاصمة من يشتهون قطعة الخبز فبطون هؤلاء هي الاحوج لهذا الاحسان مع الاعتبارات الاخرى.. ولا ادري لم لا يخرج المقتدرون الموائد الى حيث البطون الجائعة والاجسام الناحلة.. هداهم الله... ü ظلت الاسعار تمارس انفلاتها مع بدايات الشهر الكريم فلم يجد البعض إلا سياسة (الغالي متروك).. فلماذا لا تحل (الحكومة) معضلة توافر المواد الغذائية بأسعار معقولة والمعروف أن الأمر يمكن ان يقابل بسياسات معلومة وواضحة.. والله اشتهينا (الطماطم) التي كانت ترافق (صحن العصيدة) في إفطار رمضان.. فهل من عودة للبندورة. آخر الكلام: يبقى شهر رمضان شهراً رائعاً نأمل فيه أن نلحق بركب التنفل والعبادة الخالصة لوجه الله.. أكرمكم الله بصيامه وقيامه.. أمين يا ربي.