رسالة الشاب فاعل الخير للأخ مصطفى أبو العزائم.. كانت ذات بعد يستحق التأمل ومسافة تستحق ان نركض فيها فنصطاد الجميل والرائع.. فكرة التبرع بالدواء فكرة قديمة متجددة من المفيد أن نبعثها من جديد.. كنا فى زمن سابق فكرنا فيها نحن عدد من الشباب لكن لم تستمر الفكرة.. الفكرة جميلة وحسب رسالة الشاب فهو متابع جيد للفكرة .. فقد اشار الي ان عبرها تم تكوين مكتبات.. وانشاء جمعيات يتم التبرع عبرها بالكساء والملابس وغيرها هذه البادرة آشارت إلى أفضال رجل من أكبر الشعراء.. وأقواهم عبارةً.. واجزلهم مفردةً.. واطربهم تناولاً دعك من لونه السياسي وفعله النضالي فهو من أكثر الناس تفريقاً وفرزاً للكيمان فالسياسة في مكان السياسة.. والفن في محل الفن.. والخير مع الجميع وللجميع.. فمن أبا فقد قصر.. ذلكم الرجل هو محجوب شريف دعك من الشاعر والسياسي والحزبي.. أنظر الى الانسان الذى كان وراء الرجل وانظر بحياد الى تجربة (الهكر) (ورد الجميل).. كان مشروع (الهكر) وثقافة العمل اليدوي بسيطاً وعميقاً.. صغيراً وكبيراً.. و(الهكر) هو الكرور والأشياء القديمة المصريون يسمونها (روبابيكيا) يتبرع بها أصحابها فيعاد تصليحها فى ورشة مزدوجة (نجارة وحدادة) بعد تأهيل الأثاث يمنح لسكان أطراف المدينة ولا أقول هامش المدينة فكل المدينه هامش ..العمل كله بالتطوع.. وتحمست شريحة من العمال للمشروع.. وأزعم أن المشروع توقف أو قل الحماس فيه.. وهذه عادة سودانية نبدأ بحماس زائد ومع مرور الايام يقل الحماس وتفتر الهِّمة.. لكن هل توقف محجوب شريف.. وفي وفاة الشاعر الجميل الرَّاحل المقيم «حميد» حدثونى إن عربة الاسعاف هذه .. تخص مشروع محجوب شريف في رده لجميل الشعب السوداني وقد علمت انه تضافرت معه مجموعة من السودانيين العاملين بالخارج في جلب عربة الاسعاف هذه والتي علمت أنها مجهزة تجهيزاً كاملاً وحديثاً.. وبسؤالي عن أمر العربة وجدت أنها مستعدة للعمل لكنها تحتاج الى دعم المتابعة وتيسير الحركة وقود العربة وأجرة السائق هذه تحتاج الى دعم مستمر بها من خلال مشروع يدر دخلاً يغطى هذه الاحتياجات فحرام أن يكون للمهمشين عربة إسعاف مثل هذه ولا تجد ما يحركها للعمل الخيري الكبير .. مساهمات كثيرة قامت بها مؤسسات محجوب الشعبيه.. فقد أقام مستشفى يخدم أطراف المدينة للعلاج أيضاً عبر أطباء يتطوعون لأداء المهمة بحب كبير بجانب مشاريع النهوض بفتيات تلك الأطراف بتعليمهن الحياكة والتطريز ومحو أميتهم المهنية .. من الأفكار اللطيفة مطبوعة (الهبابة) وهي من ستة صفحات توزع بما يقدر عليه شاري المطبوعة جنيهاً أو أكثر.. والعائد.. يمنح لمرافقي المرضي في المستشفيات لأيام طويلة لمقابلة احتياجاتهم.. أرأيتم كيف يفكر الرجل.. من كان ينتبه الى مرافقي المرضى ويلمس معاناتهم بهذه الشفافية بما بتبقى للشفافية من معان لم تبتذل . إبتدع أيضاً مشروع المشجع المثالي يبيع شعارات فرق القمة الهلال والمريخ تحديداً بجانب الطبول التي تستخدم في التشجيع وهذه عائدها يذهب الى مرضى (الناسور البولي) . أعرض هذه التجربة ليس من جانب المباهاة بمحجوب شريف فحسب ، بل لأعضد فكرة الشاب فاعل الخير.. وأحلم بتجارب مماثلة حتى تتسع رقعة الضو في اللوحة السوداء.