شهر رمضان المعظم يعدّ دافعا لكثير من المبدعين لتقديم إنتاجهم وطرح أفكارهم، وقصة الفنان السوداني الكوميديان طارق الأمين مع رمضان تحولت من أفكار إبداعية إلى مشاريع اجتماعية ظلت مثار الاهتمام، منطلقة من مركز ثقافي أنشأه حديثاً يقيم فيه ليالي ولقاءات بهدف الترويح على الناس في الأمسيات الرمضانية، ولكن الفكرة التي طرحها في واحدة من تلك الأمسيات والتي امتد أثرها إلى داخل المجتمع إنه قدّم أغنية هادفة تعني بشريحة من النساء العاملات والمعروفات ب(بائعات الشاي) اللائي اضطرتهن ظروفهن الاقتصادية لبيع الشاي في الشارع العام.. إلا أن هذه المهنة لم تجد القبول من السلطات الإدارية التي ظلت تطارد أصحاب هذه المهنة بدعوى أنها هامشية وذات مسلك يشوه المظهر العام. لكن طارق الأمين يرى غير ذلك فبائعة الشاي عنده، تكافح من أجل تربية أبنائها الذين فقدوا والدهم، ويطلب معاملتها بالحسنى لأنها تكسب رزقها بالحلال. وفي واحدة من أمسيات رمضان طرأت فكرة على طارق الأمين لتقديم يد العون لبائعات الشاي، وبالفعل أحال الفكرة لحدث ملموس وأقام في أمسية أخرى من ليالي رمضان (ليلة ثقافية) بغرض دعم بائعات الشاي بالأواني والتبرعات المادية والعينية، وتقديم كسوة العيد لأبنائهن، عبر طرحه أغنية جديدة من تأليفه على مسامع الجمهور، لتجد الأمسية إقبالاً منقطع النظير وقرر أن يكون رسم تذكرة الدخول (كوب شاي) إضافة إلى الإعلان عن مزاد علني لكوب من الشاي للحاجة فاطمة، وهى احدى بائعات الشاي الطاعنات في السن، ووصل سعره إلى مائتي جنيه سوداني أي ما يعادل (60 دولاراً) في حين أن الكوب يمكن شراؤه بأقل من دولار واحد. الأمين اعتبر أن التجمع حقق فكرته التي طرحها وقال: مجرد طرحي للفكرة تحولت إلى قضية رأي عام مما جعل السلطات تعيد التفكير في ملاحقة ومداهمة بائعات الشاي. وقامت وزارة الرعاية الاجتماعية في تحسين أوضاعهن وبناء أماكن مخصصة لبيع الشاي في العاصمة الخرطوم. وأضاف: بسبب المشروع ظللت أتلقي الكثير من الدعوات في منابر تعني بحقوق المرأة، واستطعت بذلك تغيير الصورة النمطية المرسومة عن بائعات الشاي، وترسيخ الفكرة بأنهن نسوة مكافحات، ولسن نساء غير سويات يجمعن حولهن الرجال كما يشاع. وذكر الأمين أن نجاح مشروع بائعات الشاي أغراه بطرح مشروع آخر استخدم فيه أغنية كتب كلماتها الشاعر السوداني محجوب شريف بعنوان (الهكر) وقام بصياغة ألحانها الموسيقية، و(الهكر) تعني ما فاض عن حاجة المنازل من ملابس وأوان وأحذية والعاب أطفال (سكندهاند) للتبرع بها، وتسمى في منحى آخر لدى السودانيين ب(الكرور)، وطالب الأمين كل الأسر السودانية بالتبرع بها لآخرين هم في أمس الحاجة لها، ليتلقى مركزه الثقافي الكثير من الهدايا والهبات. وأثمر المشروع عن تسجيل جمعية باسم (الهكر) ولا تزال الأنشودة التي رسمت ملامح المشروع متداولة عبر مواقع الإنترنت. وهي نفس المشاريع التي ظل يطرحها في كل عام متزامنة مع رمضان وكان آخرها أمسية التبرع للضحايا والمتأثرين بالفيضانات في مناطق جنوبطوكر شرق السودان، واهتم المشروع بالأطفال وطرح عبر أمسية ثقافية مشروعاً للدعم تزوده أغنية وتذكرة دخول عبارة عن حذاء طفل. البيان