عندما نعيش لذواتنا فحسب.. تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نحن، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود.. أما عندما نعيش لغيرنا أي عندما نعيش لفكرة فإن الحياة تبدو طويلة عميقة.. تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه الأرض! إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية. بذرة الشر تهيج ولكن بذرة الخير تثمر، إن الأولى ترتفع في الفضاء سريعاً، ولكن جذورها في التربة قريبة حتى لتحجب عن شجرة الخير النور والهواء.. ولكن شجرة الخير تظل في نموها البطئ، لأن عمق جذورها في التربة يعوضها عن الدفء والهواء. وعندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس نجد أن هناك خيراً كثيراً قد لا تراه العين أول وهلة!.. حتى الذين يبدون في أول الأمر أنهم شريرون أو فقراء الشعور فإن شيئاً من العطف على أخطائهم وحماقتهم.. شيئاً من الود الحقيقي لهم.. شيئاً من العناية- غير المنصفة- باهتماماتهم وهمومهم ثم ينكشف لك نبع الخير في نفوسهم حتى يمنحوك حبهم ومودتهم وثقتهم. وهذه دعوة لك عزيزي القارئ وسياحة روحية في فكر العلامة الشفيف الوريف الشهيد سيد قطب ودعوة للتسامح والتصالح مع النفس والآخرين. وكل عام وأنتم بألف خير