البيان الأول ولكن كيف يعلم العالم بنبأ الانقلاب أصدر عبد الحكيم عامر أمراً بارسال الدبابات والسرية تضم 150 جندياً لاحتلال الإذاعة، لاذاعة البيان في تمام الساعة السابعة صباحاً ولكن تنفيذ هذه المهمة كان مرتبطاً بوصول الجهاز الفني المسؤول عن تشغيل محطة الاذاعة المذيع المشهور فؤاد عمر، كمال مسعود، محمد إسماعيل مهندس الاستوديوهات، جلال نواره مهندس الشرائط ، محمد شرف محرر النشرة في هذه اللحظة، وصل البكباشي أنور السادات وبدأت المارشات العسكرية وأذاع نبأ ثورة 23 يوليو التي غيرت مفاهيم العالم وخرجت الجماهير في مواكب هادرة تأييدا للثورة ضد حكم فاروق ولم تنم القاهرة لحظة واحدة وكانت المرحلة الثانية بعد نجاح الثورة هي الأسكندرية محل مقر الملك فاروق، الذي كان في عز نشوته في تلك الليلة، وهو لا يعلم أنها آخر ليلة في حياته في مصر، تهاوت قلاع الملك وسقط أعوانه من كبار الضباط دون مقاومة، وأذيع بيان باسماء ضباط 23 يوليو برئاسة اللواء محمد نجيب وأجتمع مجلس قيادة الثورة واتفق الجميع ان يكون على ماهر رئيساً للوزراء بصفته شخصية قومية مقبولة وموفقة من الملك عند حريق القاهرة وخروجه من الحكم نتيجة خلافه مع السفير البريطاني، وقد اجتمع الضباط وقرروا عزل الملك وقد وضع زكريا محي الدين خطة عزل الملك كما وضع من قبل خطة تحريك القوات ليلة 22و23 يوليو كان الملك في تلك الحالة البائسة ينوي الإستعانة ببريطانيا لإخماد الثورة، كما حدث أيام أحمد عرابي واستدعى فاروق السفير الأمريكي جيفري كافري وتحدث معه حول إقناع بريطانيا بحاجة الملك الشديدة لتدخل قواتها وكان قد أوضح السفير الامريكي للسفارة البريطانية بالقاهرة انه لا يجوز الاستعانة بالقوات البريطانية لإبقاء فاروق على العرش وكانت كل الوحدات العسكرية بالاسكندرية فرحة باستيلاء القوات المسلحة على السلطة. تنازل الملك عن العرش سلم محمد نجيب على ماهر رئيس الوزراء قرار مجلس الثورة ليسلمه للملك فاروق والمتضمنة التنازل عن العرش في موعد أقصاه الثانية عشر من ظهر اليوم السبت 26 يوليو ومغادرة البلاد في نفس اليوم في تمام الساعة السادسة مساء، وقام على ماهر بتبليغ الرسالة الى الملك الذي وافق ان يسافر بحراً باليخت الخاص المحروسة على ان يودع بالصورة التي تليق بملك نزل من العرش، وأن تشترك الحكومة في وداعة وان تقوم قطع الاسطول البحري بحراسته حتى وصوله ايطاليا، وقد وافقت الحكومة على طلبه، وأعدت له حفلة وداع، ولكنها رفضت ان ترافقه قطع الاسطول البحري. كان محمد نجيب مصراً على حضور حفل الوداع برأس التين لكن المظاهرات المؤيدة للثورة منعته في الوصول المحدد وغادر فاروق الميناء ووصل بعده محمد نجيب بخمس دقائق فركب لنشاً ومعه القائم مقام أحمد شوقي وقائد الجناح جمال سالم والبكباشي حسين الشافعي واليوزباشي إسماعيل فريد وصعد نجيب الى المحروسة وأدى التحية العسكرية فقال له محمد نجيب عندما اقتحمت الدبابات البريطانية قصرك في 4 فبراير عام 1942 كنت انا الضابط الوحيد الذي قدم استقالته احتجاجاً على هذا الاعتداء على استقلال البلاد فعلت هذا باسم الجيش وعبرت به عن شعور هؤلاء الضباط الذين قاموا بالحركة اليوم، أما اليوم فقد تطورت الاحوال وانقلبنا نحن حماتك ثواراً عليك نتيجة أعمالك وتصرفات حاشيتك الذين أفسدوا البلاد بعلمك كان هذا آخر حديث في القصر الملكي واسدل الستار على نهاية امبراطورية فاروق وحاشيته وبعدها شكل مجلس قيادة الثورة من تسعة أعضاء هم جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر، وصلاح سالم، وجمال سالم، وعبد اللطيف البغدادي، وحسن إبراهيم، وخالد محي الدين وأنور السادات، وكمال الدين حسين، وفي يوم 15 اغسطس تقرر ضم خمسة اعضاء لمجلس الثورة، هم محمد نجيب ويوسف صديق، وزكريا محي الدين، وحسين الشافعي، وعبد المنعم أمين بصفتهم من الذين أسهموا في إنجاح الثورة ثم بدأت الثورة تشق طريقها وسط تناقضات لا حصر لها كان همها الاول تأمين الثورة ومحاربة الإقطاع والانفتاح على العالم الخارجي فغيرت كل القوانين الملكية كانت المشكلة الأساسية التي واجهت ثورة 23 يوليو مشكلة استقلال السودان وأصبح موضوع تقرير المصير متداولاً بين مصر والسودان، كان ثلاثة من أعضاء مجلس الثورة تربطهم صلات خاصة بالسودان محمد نجيب ولد في الخرطوم وخاله ووالده خدما في الجيش المصري بالسودان، ودُفِنا هنا، وصلاح سالم ولد في سنكات، وأنور السادات والدته سودانية، وفرضت قضية السودان نفسها على مجلس الثورة وكانت نقطة البدأ توجيه الدَّعوة لممثلي كافة الاحزاب السودانية للحضور للقاهرة ومناقشة كافة الجوانب والاتفاق على رأي موحد وبدأت المفاوضات في نوفمبر عام 1952 وتوصلوا جميعاً للاستفتاء على حق تقرير المصير، وزار صلاح سالم السودان مرتين ثم أجريت الانتخابات وفاز حزب إسماعيل الازهري باغلبية وكون أول حكومة وطنية بتاريخ 9 يناير عام 1954 وبعد تولي إسماعيل الازهري الحكم قام كل من عبدالحكيم عامر وصلاح سالم بزيارة للسودان وقاما بزيارة مناطق عديدة مما دعا ميلوين لويد وزير خارجية بريطانيا الاحتجاج رسمياً لهذه الزيارة، وكذلك زار محمد نجيب السودان وفي فبراير عام 1954 قدم محمد نجيب إستقالته وتولى الحكم بعده جمال عبد الناصر الذي عمل ضابطاً بالجيش المصري بالسودان وكان يعمل في حامية جبل أولياء ووطد علاقته مع السودان.