غمرتني هالة من التوازن النفسي الصادق وأنا استقبل قبل أيام قلائل رسالة من اللواء جلال الدين الشيخ الطيب، الأمين العام لمجلس التعايش السلمي بولاية الخرطوم وهو شخصية لها إسهامات في جريدة القوات المسلحة عن المواقف القيادية، بل يعد ناشطاً في تطوير شمال أم درمان وقد جاءت رسالته تعقيباً لمقالي الذي سطرته في رجل الأمن والمخابرات الفريق أبوبكر في عمود قلم حر بتاريخ 2 مايو السابق، ورغم البعد الزمني إلا أن شخصية الأخ اللواء جلال الدين فرضت عليّ نفسها من منطلق المصداقية في التناول والتعبير بمفهوم بنّاء ونابع لمعايشة زميل اتسمت فيه معاني التعقيب الصائب مما دعاني أن أعطيها حق النشر وهذا بلا شك تشريف لشخصي حين كتبت وأنا لا أعلم أن ردود الأفعال تلاحقني بالإشادة وكأنها تقول قد أصبت يا رجل وتكل هي مفردة النشر الصادق. جاءت رسالة اللواء جلال الدين في مبتداها على النحو الآتي: الأخ الكريم هاشم الفكي حياك الله، طالعت ما خطه يراعك بعمود قلم حر بتاريخ 2/5/2012 تحت عنوان «الفريق أبوبكر دنبلاب هل يحق القول عنه»، ما دفعني للكتابة في حق هذا الرجل الأمة عوامل عدة منها: شهادة الحق في من عرفنا- المحافظة على القيم والموروثات التي تشبّع بها الأخ دنبلاب وتسليط الضوء عليها لكي تظل حية ومتقدة في من يخلفونا في درب الجندية الشاق والرائع- الدعاء له بالخير والتوفيق من كل معارفه وممن سواهم الذين يطالعون هذه الشذرات- ويواصل اللواء في قوله تعرفت بالفريق دنبلاب منذ أكثر من ثلاثة عقود مضت وكان ذلك في عام 1980 وحينها نحن طلبة بالكلية الحربية السودانية مصنع الرجال وعرين الأبطال، وشهادة لله كان من المميزين في كل شيء ولعل هذا التميز هو الذي حدا بقيادة الكلية الحربية أن تسند إليه مهمة رقيب أول الطلبة الحربيين، كما هو معلوم للجميع فإن الكلية الحربية وعاء جامع لكل أهل السودان وفيها يتم الانصهار القومي الذي لا تشوبه شوائب، وفيها تجد نفسك وأنت لم تتخرج بعد ملماً بكل ديمغرافية وجغرافية السودان، والأخ دنبلاب لعله أول من استوعب درس الوطنية والبناء الوطني والانفتاح نحو الآخر ودعوته لنا ونحن طلبة حربيين لزيارة موطنه كسلا إنما هي دليل قاطع لذلك، وللحقيقة فإن أول خروج لي من العاصمة القومية موطن أجدادي كان لكسلا درة الشرق فلله درك أخي دنبلاب، ولأرض الخضرة والجمال وأهلها ألف تحية. موقف آخر لا ينفصم عن سابقه من حيث قواسم الكرم وحب الآخرين، فقد جمعتنا جبيت في الدورة رقم 72 قادة سرايا، كان ذلك في عام 1987 وكان الأخ دنبلاب دارساً في تلك الدورة أو معلماً بجبيت أيضاً، فقد قام بتقسيم كل دارسي الدورة لمجموعات، حيث ظل يستضيف كل جمعة جماعة زائد بمنزله. وأنا أتحدث عن جبيت التدريب والتعليم لابد أن أذكر الدور الرائد والعمل الطيب الذي كانت تقوم به السيدة حرم الأخ دنبلاب، حيث كانت تدرس نساء المعسكر الشمالي والجنوبي تجويداً للقرآن الكريم وظلت حلقات تدريسها مستمرة حتى تم نقل الأخ الدفعة دنبلاب من معهد المشاه جبيت، وبعدها ظل منزل أسرته بكسلا يستقبل كل الغادين والرائحين من الخرطوم لجبيت ليظل هذا الأمر لسنوات طويلة حتى أنعم الله على قواتنا المسلحة بتحديث أسطول ناقلاتها وقبر مع اللاندروفر هذا الوصل الجميل ويا زمن هل من عودة هل؟ هذه بعض المواقف البسيطة عن هذا الرجل الأمة، فهنيئاً لك أخي دنبلاب بالسيرة العطرة التي خلفتها في كل المواقع التي عملت بها أخوك: لواء جلال الدين الشيخ الطيب من المحرر: بهذا القدر أكون قد توصلت تماماً إلى أن ما سطرته في حق الفريق أبوبكر دنبلاب أكد لي شيئاً واحداً، عندما كتبت كنت أدرك جيداً أنني صادق في حقه، والدليل هذا التوارد من العقيد وأختمها بما جاء من اللواء جلال الدين وحقاً هي قلادة شرف أعتز بها كثيراً والحمد لله.