الأستاذ عبد العظيم صالح / حياكم الله أرجو أن تسمح لي بالإطلال عبر عمودكم المقروء لما للأمر من أهمية. فلقد فوجئت بعد أن شكرت الولاية ووزارة صحتها عن امتناني والآخرين لمستشفى علي عبد الفتاح الحكومي وما تقدمه خدمة الطواريء والعمليات القيصرية المجانية للناس ولكن يظهر «شكروه رقد نام»، طبعاً لا أقصد المستشفى ولكن أقصد الوالي وحكومته فقراره «وإن كان يقصد به جس النبض» كعادة الحكومة قبل تطبيق القرارات المهمة وذلك بإلغاء مجانية العمليات القيصرية وهي غالباً ما تكون «إضطرارية» لإنقاذ طفل وأم، وكذلك إلغاء مجانية علاج الأطفال في هذه الظروف الحرجة التي أصبح فيها الجنيه غالياً كجنيه الذهب هذا الإلغاء ردة كبيرة للدولة وتملص من واجباتها نحو المواطن وسيكون سبباً في إزهاق أرواح بريئة يسأل عنها الوالي يوم القيامة. فالمواطن يا عزيزي في كل العالم يدفع الضرائب «وهي بالمناسبة أقل بكثير مما ندفع» جراء شيئين التعليم والصحة، فإذا أصبح التعليم والصحة بمقابل فالسؤال هو لماذا يدفع المواطن الضرائب ما هي الخدمة التي تقدمها الدولة له مقابل ذلك. والله أنه ليؤلمني جداً أن عشت حتى أرى هذا الذي نراه، فلقد عشنا عهوداً كانت الضرائب فيها رمزية والخدمات «مترفة» وأرجو أن لا يأتي من يقول كم كان عددكم حينئذ فضرائبنا كانت قليلة، أما التي ندفع اليوم فتكفي لعلاجنا وإعاشتنا حياة كريمة تليق بالإنسان المسلم الذي كرمه الله. حيدر محمّد علي من المحرر: لا نريد إعادة ما كتبه عدد من الزملاء والكتاب الصحفيين في الأسبوع الماضي وهم يحذرون من انسحاب الحكومة النهائي من تقديم الخدمة المجانية لأقسام الطواريء بمستشفيات العاصمة وخصوصاً مستشفى جعفر ابنعوف للأطفال والذي اشتهر عالمياً كواحد من أهم المراكز الصحية التي تقدم أفضل الخدمات الصحية للأطفال في أفريقيا في ظل ظروف صعبة وقاسية، وكما قال الأستاذ «مصطفى أبو العزائم» بأن الوقت لم يفت بعد فإننا نتمنى أن تعض الحكومة بالنواجذ وأن تصبر قليلاً على «الباقي» من خدمتها العامة التي تقدمها للمواطن المسكين البائس، لقد قرأت بتمعن رد ولاية الخرطوم على ما أثاره الأخ مصطفى في عموده «المقروء» و«المؤثر» «بعد ومسافة» وكذلك تابعت أيضاً ردود ولاية الخرطوم على عدد من الزملاء والكتاب الصحفيين الذين أثاروها في عدة صحف وأماكن متفرقة وأتمنى صادقاً أن يتم الالتزام بما قيل من استمرار خدمات العلاج المجاني للطواريء حتى لو كان «محدوداً» وينتهي بخروج المريض.. المهم إنقاذ المريض الذي يأتي للمستشفى في حالة طارئة ولا يملك شيئاً سوى رحمة ربنا.. «إنتوا أسعفوه وقدموا ليهو الخدمة الأولية والباقي بتموا» ربنا بإذن الله، أما الاعتماد على خدمات التأمين الصحي في هذه المرحلة.. فالحديث «ذو شجون» و«أحلام» لا زالت بعيدة.. بعيدة.. فالحال «الماثل» و«المائل» لخدمات التأمين الصحي فالحال يغني عن أي كلام.