خرجت الجامعات السودانية كافة من التصنيف لأفضل خمسمائة جامعة فى العالم كما خرجت كل الجامعات العربية عدا جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد بالمملكة العربية السعودية كما خرجت كل الجامعات الأفريقية عدا ثلاث جامعات من جنوب أفريقيا . احتفظت جامعة هارفارد الأمريكية بالصدارة فى المركز الأول للعام الثامن على التوالى وجاءت 8 جامعات أمريكية من بين أفضل 10 جامعات عالمية كما جاءت 54 جامعة أمريكية من بين أفضل مائة جامعة فى العالم . والجامعات الصينية حصلت على 34 مركزاً فى الترتيب بين ال500 جامعة عالمياً أما اسرائيل فقد جاءت 7 جامعات اسرائيلية من بين الجامعات المتنافسة على التصنيف العالمى للجامعات من حيث حجم الأداء وتميزه . وتفوقت القارة الأسيوية بعدد 106 جامعة ومن بينها الجامعات الصينية المذكورة ويتم التصنيف على تحديد عدد من المؤشرات منها عدد الطلاب والأساتذة الحائزين على جوائز نوبل , عدد الباحثين البارزين والمتميزين فيها , عدد المقالات المنشورة فى كبريات الدوريات , نصيب كل فرد من حجم الأداء مقارنة بحجم المؤسسة التعليمية . البحث العلمى والإهتمام به هو المهمة الثانية لأى جامعة من الجامعات بعد العملية التعليمية فى المرحلة الجامعية والجامعة كما هو واضح من مؤشرات التصنيف يجب أن تتميز ببحوثها التى تعمل على حل مشكلات مجتمعها فى مجالات الحياة كافة خاصة البحوث التطبيقية المعملية ولذا فإن جامعة هارفارد لم تحصل على المركز الأول ولثمانية أعوام على التوالى إلا لأنها تنفق على البحث العلمى بما يعادل انفاق الدول العربية مجتمعة على البحث العلمى إذ يزيد انفاقها على المليارى دولار أمريكى سنوياً . وما ينفق على الفرد العربى سنوياً للبحث العلمى لايزيد عن ال4 دولارات أمريكية فى حين ينفق على الفرد الأمريكى 920 دولار وعلى الا سرائيلى 972 دولار وعلى الصينى 39 دولار وعلى الهندى 19 دولار . وتعد دولة السويد أعلى دولة تنفق على البحث العلمى فى حدود 3,8 % من مجمل الناتج القومى وتأتى من بعد ذلك أمريكا واليابان فى حدود 3% ودولة اليابان لاتمنح تسهيلات استثمارية إلا لمن يتقدم ببراءة اختراع أو حل مشكلة تواجه الصناعة أو الزراعة أو التجارة . ولاهتمامه بالبحث العلمى يسعى الإتحاد الأوروبى منذ العام 2000 لزيادة الانفاق عليه ليصل 3% فى كل دول الإتحاد وكان عدد من رؤساء أكاديميات البحث العلمى ببعض الدول الاوروبية قد تقدم بمذكرات لرئاسة الاتحاد الأوروبى تشتكى من عدم اهتمام الاتحاد ببحوث مابعد الدكتوراة وبفتح الباب للعقول الأوروبية بالهجرة الى امريكا حيث تجد الإهتمام والمزيد من التقدير . أما كم ننفق نحن فى السودان والى أى مدى ترتبط البحوث بحل مشكلات المجتمع فى قطاعاته الزراعية والصناعية والتجارية وكيف يصنع البحث العلمى اقتصاداً أكثر قدرة على التنافس اعتماداً على العلم والمعرفة فلا يحتاج هذا الى بيان فى ظل وجود اكثر من 15 كلية زراعة بالجامعات السودانية ومركز بحث وكيلو الطماطم يصل الى عشرين جنيهاً أى مايعادل سعر 6 كيلو فى دول الإتحاد الاوروبى مع فوارق الدخل الشهرى والمستوى المعيشى العام هنا وهناك . ت