المعاقون أو ذوو الاحتياجات الخاصة كما يحلو للبعض تسميتهم.. شريحة مهمة في المجتمع وقد مرت بمراحل مختلفة في بلدنا هذا.. ففي الماضي كان ذوو الاحتياجات الخاصة لا يحسون بحاجاتهم لأن المجتمع كان تكافلياً ولكن تلك الرعاية أضرت بهذه الشريحة لأنها كانت تقوم بكل واجباتها وتعطيها أكثر من حقوقها تارة من باب الشفقة وأخرى من باب المحبة.. وفي حاضرنا تعلم كثير من هؤلاء المعاقين وأصبحوا لا يعتبرون أنفسهم معاقين لأنهم يفكرون ويديرون ويعملون لصالحهم وصالح المجتمع حتى أصبح المعاق شخصاً منتجاً في أسرته ويستطيع كفالتها أيضاً.. وبعد ذلك خرجت هذه الشريحة وتداعت لعمل تجمعات وكيانات تجمعها.. وبالتالي أصبحوا قوة لا يستهان بها وقد مثلت كياناتهم أقوى الكيانات والاتحادات دون الدخول في عمقها ومشاكلها لكنهم رغم ذلك تمكنوا من الجلوس في جماعة ومناقشة قضاياهم وعرفوا أين وكيف تحل.. وباتت لهم علاقاتهم الاجتماعية وفتحوا كل الأبواب المغلقة. في نهاية الأسبوع الماضي جاءتني زائرة وكانت تحمل أوراقاً.. بعد التحية مدت إليّ أوراقاً فألقيت عليها نظرة أولية وجدتها تحمل شعار وزارة التوجيه والتنمية الاجتماعية مكتب الوزير.. أما الموضوع فكان يقول اجتماع مجلس الأشخاص ذوي الإعاقة ولاية الخرطوم.. شرحت الدعوة وأكدت على حضوري.. أطلعت على الأوراق المرفقة مع الدعوة فوجدتها تعلن ميلاد كيان جديد قد يكون فتحاً جديداً لهذه الشريحة.. فهو مجلس يضم كل الجهات ذات الصلة باتحادات المعاقين.. بالإضافة للمعاقين أنفسهم وتنظيماتهم وجمعياتهم.. وبالفعل ذهبت للاجتماع ووجدت كل من يهمهم الأمر مجتمعين وسمعت وتأكد لي من خلال استماعي أن هذا المجلس سيكون فتحاً جديداً لهؤلاء.. فالقضية ليست مطالب بقدر ما هي تنظيم للعمل وتقصير للظل الإداري والجغرافي.. وفي ظني أن مثل هذا المجلس مهم فقط علينا أن نحميه بالجدية والتنفيذ المنظم وعدم التفلت حتى لا يكون واجهة ميتة وشعاراً يخرج من حنجرة عالية.. «فالإيد الواحدة ما بتصفق.. والبكاء بحرروا أهلو». تنظيرة أخيرة عندما دخلت قاعة مجلس الطفولة التي عقد فيها الاجتماع.. وجدت أن كل من يقودون العمل من الشباب ابتداء من الوزيرة مشاعرالدولب ومديرها العام د. التيجاني الأصم وبقية الحضور.