منذ ان ابتلى الدكتور عبد الرحمن الخضر بولاية الخرطوم .. وهو يئن ويحترق لكنه لا يلبث أن يحلق من رماد حريقة .. ليجعل منها مكان أقرب للعواصم .. ما ترك خطة ولا تخطيطاً ولا استراتيجية إلا وطبقها ونفذها .. وظهرت آثارها الملموسة في أكثر من مكان ومنحى .. لم يتراجع عزمه ولم تفتر همته .. وظل يعمل بذات الوتيرة والنفس الطويل كانت كل خطاباته .. ومخاطباتها تحمل في طياتها الأمل لغدٍ مشرق .. فهو من أصحاب الهمم العالية التي لا تعرف اليأس.. ولا القنوط .. لكنه وقف أخيراً ليعلن الفشل لأول مرة .. ويعترف بعجزه وعجز ولايته في مشروع النظافة الذي أطلق نفيره وبدأه بنشاط .. وجند له .. الشركات .. والإمكانات .. فلماذا انتحرت أحلامه بعاصمة نظيفة؟ أقول هون عليك سيدي الوالي فأنت لم تفشل ولك أجر المحاولة الجادة .. الفعلية وتسخير كل المطلوبات .. ومحاولة تذليل الصعاب والعقبات .. لأن العيب فينا (نحن المواطنين).. و نحن ننتظر أن تدفع الولاية المال وتوفر العمال .. وعربات النفايات .. وقبل ان تبتعد الى الشارع الآخر .. نخرج الأوساخ .. ونلقيها باهمال .. حسبما اتفق .. ان في حينا برميل مربوط على أحد الأعمدة .. ليكون مكان لتجميع الأوساخ .. هل تصدقوا أن سكان الحي يرمون بالأوساخ حوله وهو خالي حتى أصبحت بؤرة قذرة .. وفكرت ربما ترك البرميل ليزرعوا فيه الزهور؟ .. وبذلت جهدي ومعي جارتي الأستاذة (هاجر خضر مختار) ..وفي كل أسبوع نؤجر من ينظف ويحمل الأوساخ تخيلوا .. ننظف ليأتي غيرنا بلا مبالاة واهمال ليرمي في ذات المكان النظيف .. وعندما غلبتنا الحيلة أحضرنا فأساً واستغنينا عن البرميل .. وحذرنا سكان الحي .. واشركناهم في دفع رسوم النظافة ,, وما ان بدأوا بالدفع حتى أحسوا بالمسؤولية .. ولا زلنا نقاوم .. العلة .. يا سادة تكمن في ان النظافة من المواطن .. وعلى الدولة توفير العربات التي تنقل الأوساخ ..! ألف شركة نظافة مكونة من عشرة آلاف عامل لن نستطيع أن تنظف عاصمة متسعة وشوارع عريقة طالما أننا نعاني من الإهمال واللامبالاة ..! زاوية أخيرة: إن لم يكن للمواطن دورٌ فعلي ايجابي ومستمر ودائماً لمعاونة الولاية حتماً ستفشل كل المشروعات ليس لأن الولاية فاشلة(بل لأننا شعب يتقن كل المحرضات التي تجعل الأحلام تنتحر) ..