في حديثه للزميلة صحيفة (السوداني) كما ورد على صفحتها الأولى (سخر) الأستاذ أمين حسن عمر من الحديث عن التقشف الحكومي في الوظائف الاإدارية والتنفيذية بالدولة، وقال (النص) إن التقشف في الوظائف الإدارية لا يوفر أموالاً للحكومة، مبيناً أن ذلك يظل مجرد كلام لا تصدقه الأرقام، وأضاف أن تخفيض خمسة وزراء أو ثلاثة مستشارين المقصود به (دغدغة) سياسية لا أكثر ولا أقل.. وبالتأمل في حديث الأستاذ أمين حسن عمر يتضح لنا وهو (أين النظام الذي يعرف تماماً كيف تدور الأشياء في داخله)، يتضح لنا أن الحكومة والتي وصف ما تقوم به أنه (دغدغة) سياسية، وهو في رأيي تجميل للفظ الصحيح أنها (كذبة) سياسية و(تخدير) لا أكثر ولا أقل لسياسات فاشلة رمت بنا في هذه الحفرة التي لا ندري كيف الخروج منها، بدليل أن كل المعالجات الاقتصادية التي طرحت ونفذت لم يتلمس تفاصيلها محمد أحمد الغلبان الذي يطحنه الغلاء صباح مساء، وتدهسه الأسعار حتى أصبح حتى بلا روح ولا دم وكل شيء أصبح له ثمن وثمن غالي بدءاً من التعليم والصحة والكهرباء والموية وحسبة بسيطة لمنصرفات أي شخص في الشهر تؤكد أنه محتاج لخمسة آلاف جنيه راتباً شهرياً حتى يعيش زي مخاليق الله، نعم الحكومة تمارس (الكذب) السياسي ليس فقط فيما يتعلق بالتقشف الحكومي ولكن حتى (الحرية) التي يحدثوننا عنها هي حرية مزعومة وما عندها راس ولا كرعين بدليل أننا كثيراً ما كتبنا عن قضايا وهموم تتعلق بالمواطن المسؤولية فيها مباشرة تنصب في مكتب أحدهم لكن لا أحد يسأل ولا أحد يستجيب. كثيراً ما كتبنا عن بلاوي وفساد للركب لكن لم نسمع أن أحداً قد أقيل أو حتى أوقف للمساءلة والمحاسبة ولسان حال المسؤولين أكتبوا لمن تفتروا والحال يا هو ذات الحال، أعتقد وعلى حسب حديث الأستاذ أمين إن كان ما تمارسه الحكومة هو (دغدغة) سياسية فهي دغدغة سخيفة والمواطن لن يتجاوب معها، لأنه فقد الرغبة في الضحك وتبدلت أحاسيس الاستجابة لديه مما يعانيه صباح مساء لدرجة أن الكثيرين فقدوا حس الدعابة والفكاهة لما يعانونه من غم وهم وشعور بالظلم، أما إن كان ما تمارسه الحكومة وهو في ظني الأقرب (كذبة سياسية)، فإن حبل الكذب قصير ولابد أن ينقطع ويدوب ولن يعفي التاريخ أياً ممن تحملوا المسؤولية أنهم كانوا سبباً في تعاسة المواطن وسبباً في تراجع مستواه المعيشي مما ترتب عليه تداعيات مجتمعية حولت وغيرت من شكل الإنسان السوداني وحولته إلى باحث عن اللقمة وجرعة الحليب، ففقد الإحساس بالجمال والإبداع والاختراع وحتى الرغبة في التمرد على وضعه، ويتمرد كيف وهو محاصر بالديون والطلبات والسعيد منهم محاصر بالأقساط. ٭ كلمة عزيزة إذا افترضنا أن ميدان جاكسون بوسط الخرطوم هو ملك لشخص وليس ملكاً للدولة، فأين كان هذا الشخص طوال عشرات السنين الماضية وهل جاءته رسالة من السماء تخبره أن لديه ورثاً في وسط الخرطوم عليه أن يسعى لامتلاكه؟.. أم أن هذا زمان (النهب المصلح) وبأوراق رسمية كمان، لا زلت أوجه أسئلتي المشروعة لوزير الشؤون الهندسية بولاية الخرطوم والسيد معتمد محلية الخرطوم.. ماذا يحدث في ميدان جاكسون؟.. كيف تحول الميدان من ملكية عامة إلى ملكية خاصة؟.. كيف ظهرت أوراق تؤكد ملكية أحدهم لهذا الميدان؟.. بالمناسبة دعوني أوجه دعوة صادقة للمؤرخين من سكان الخرطوم ليمدوني بحقيقة تاريخ هذا الميدان إلى قبل مائة عام من الآن لأنني شرعت في جمع معلومات عنه.. فلربما أننا ظالمون السيد... وقد يكون جده العاشر هو جاكسون ذاتو!!.. ودقي يا مزيكا. ٭ كلمة أعز سمعت أحد الساسة من جهابذة المؤتمر الوطني يقول في تحليل تلفزيوني إن الطائرات الإسرائيلية التي ضربت مصنع اليرموك كانت خائفة ومذعورة بدليل أن الضربة لم تتعدَ العشرين دقيقة!!.. وهذا حديث لعمري مضحك والطائرات تخترق أجواءنا من الشرق على مرأى العين ووالله ديل يا عمك قربوا ينزلوا يعيدوا علينا عديل!!